محتوای سوره توبه و معرفی آن در تفاسیر

1. ارشاد العقل السليم الى مزايا القرآن الكريم

سورة براءة مدنية و هى مائة و تسع و عشرون آية.

و لها أسماء أخر: سورة التوبة و المقشقشة و البحوث و المنقرة و المبعثرة و المثيرة و الحافرة و المخزية و الفاضحة و المنكلة و المشردة و المدمدمة و سورة العذاب لما فيها من ذكر التوبة و من التبرئة من النفاق و البحث و التنقير عن حال المنافقين و إثارتها و الحفر عنها و ما يخزيهم و يشردهم و يدمدم عليهم و اشتهارها بهذه الأسماء يقضى بأنها سورة مستقلة و ليست بعضا من سورة الأنفال و ادعاء اختصاص الاشتهار بالقائلين باستقلالها خلاف الظاهر فيكون حكمة ترك النسمية عند النزول نزولها فى رفع الأمان الذى يأبى مقامه التصدير بما يشعر ببقائه من ذكر اسمه تعالى مشفوعا بوصف الرحمة كما روى عن ابن عيينة رضى اللّه عنه لا الاشتباه فى استقلالها و عدمه كما يحكى عن ابن عباس رضى اللّه عنهما و لا رعاية ما وقع بين الصحابة رضى اللّه عنهم من الاختلاف فى ذلك على أن ذلك ينزع إلى القول بأن التسمية ليست من القرآن و إنما كتبت للفصل بين السور كما نقل عن قدماء الحنفية و أن مناط إثباتها فى المصاحف و تركها إنما هو رأى من تصدى لجمع القرآن دون التوقيف و لا ريب فى أن الصحيح من المذهب أنها آية فذة من القرآن أنزلت للفصل و التبرك بها و أن لا مدخل لرأى أحد فى الإثبات و الترك و إنما المتبع فى ذلك هو الوحى و التوقيف و لا مرية فى عدم نزولها ههنا و إلا لامتنع أن يقع فى الاستقلال اشتباه أو اختلاف فهو إما لاتحاد السورتين أو لما ذكرنا لا سبيل إلى الأول و إلا لبينه صلّى اللّه عليه و سلم لتحقق مزيد الحاجة إلى البيان لتعاضد أدلة الاستقلال من كثرة الآيات و طول المدة فيما بين نزولهما فحيث لم يبينه صلّى اللّه عليه و سلم تعين الثانى لأن عدم البيان من الشارع فى موضع البيان بيان للعدم‏.

 

2. الاساس فى التفسير

سورة التوبة:
و هي السورة التاسعة بحسب الرسم القرآني و هي مع سورة الأنفال تعتبران السورة السابعة من قسم الطوال و آياتها مائة و تسع و عشرون و هي مدنية (و سورة التوبة خاتمة قسم الطوال).

كلمة في سورة التوبة:
قال النسفي عن هذه السورة: (لها أسماء: براءة، التوبة، المقشقشة، المبعثرة، المشردة، المخزية، الفاضحة، المثيرة، الحافرة، المنكلة، المدمدمة، لأن فيها التوبة على المؤمنين، و هي تقشقش من النفاق أي: تبری ء منه، و تبعثر عن أسرار المنافقين، و تبحث عنها، و تثيرها و تحفر عنها و تفضحهم، و تنكلهم، و تشردهم، و تخزيهم و تدمدم عليهم، و في ترك التسمية في ابتدائها أقوال: فعن علي، و ابن عباس رضي الله عنهم، أن بسم الله أمان، و براءة نزلت لرفع الأمان. و عن عثمان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان إذا نزلت عليه سورة أو آية قال اجعلوها في الموضع الذي يذكر فيه كذا و كذا. و توفي رسول الله صلى الله عليه و سلم و لم يبين لنا أين نضعها، و كانت قصتها تشبه قصة الأنفال، لأن فيها ذكر العهود، و في براءة نبذ العهود، فلذلك قرنت بينهما، و كانتا تدعيان القرينتين، و تعدان السابعة من الطول و هي سبع. و قيل اختلف أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال بعضهم: الأنفال و براءة سورة واحدة نزلت في القتال. و قال بعضهم: هما سورتان و تركت بسم الله لقول من قال هما سورة واحدة).
و قال ابن كثير في مقدمة الكلام عنها:
(هذه السورة الكريمة من أواخر ما نزل على رسول الله صلى الله عليه و سلم كما روى البخاري ...
عن البراء يقول: آخر آية نزلت‏ يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ و آخر سورة نزلت براءة، و إنما لم يبسمل في أولها لأن الصحابة لم يكتبوا البسملة في أولها في المصحف الإمام، بل اقتدوا في ذلك بأمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه كما روى الترمذي .. عن ابن عباس قال: قلت لعثمان بن عفان: ما حملكم أن عمدتم إلى الأنفال، و هي من المثاني، و إلى براءة، و هي من المئين، و قرنتم بينهما، و لم تكتبوا بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم، و وضعتموهما في السبع الطول، ما حملكم على ذلك؟ فقال عثمان: كان رسول الله صلى الله عليه و سلم مما يأتي عليه الزمان (أي الطويل) و هو تنزل عليه السور ذوات العدد، فكان إذا نزل عليه الشی ء دعا بعض من كان يكتب فيقول:
ضعوا هذه الآية في السورة التي يذكر فيها كذا و كذا، و كانت الأنفال من أول ما نزل بالمدينة، و كانت براءة من آخر ما نزل من القرآن، و كانت قصتها شبيهة بقصتها، و خشيت أنها منها، و قبض رسول الله صلى الله عليه و سلم و لم يبين لنا أنها منها، فمن أجل ذلك قرنت بينهما، و لم أكتب بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم، و وضعتها في السبع الطول.

 

3. البحر المديد فى تفسير القرآن المجيد

سورة التّوبة مدنية. و لها أسماء أخر: سورة براءة؛ لتبرئها من المنافقين، و المقشقشة، أي: المبرئة من النفاق، و البحوث؛ لبحثها عن أحوال المنافقين، و المبعثرة و المنقرة و المثيرة، و الحافرة؛ لأنها بعثرت و نقرت و أثارت و حفرت عن أحوال المنافقين، و المخزية و الفاضحة، و المنكلة، و المشردة، و المدمدمة، و سورة العذاب؛ لأنها أخزت المنافقين، و فضحتهم، و نكلتهم، و شردتهم، و دمدمت عليهم، و ذكرت ما أعد اللّه لهم من العذاب.
و آياتها: مائة و ثلاثون، و قيل: و تسع و عشرون. و مناسبتها: قوله: إِلَّا عَلی  قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَ بَيْنَهُمْ مِيثاقٌ وَ اللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ، فذكر فى هذه السورة نقض ذلك الميثاق.
و اتفقت المصاحف و القراء على ترك البسملة فى أولها، فقال عثمان رضى اللّه عنه: أشبهت معانيها معانى الأنفال، أي: لأن فى الأنفال ذكر العهود و فى براءة نبذها. و كانتا تدعى القرينتين فى زمن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فلذلك قرنت بينهما و وضعتهما فى السبع الطوال‏، و كان الصحابة قد اختلفوا: هل هما سورة واحدة أو سورتان؟ فتركت البسملة بينهما لذلك. و قال على بن أبى طالب رضى اللّه عنه: البسملة أمان، و براءة نزلت بالسيف، فلذلك لم تبدأ بالأمان.
و قال البيضاوي: لما اختلف الصحابة فى أنهما سورة واحدة، و هى سابعة السبع الطوال، أو سورتان، تركت بينهما فرجة، و لم تكتب بسم اللّه.

 

4. التبيان فى تفسير القرآن

سورة براءة
و تسمى سورة التوبة مدنية و هي مائة و تسع و عشرون آية في الكوفي و ثلاثون في البصري و المدنيين قال مجاهد و قتادة و عثمان: هي آخر ما نزلت على النبي صلى الله عليه و آله بالمدينة و روي عن حذيفة انه قال: كيف يسمونها سورة التوبة و هي سورة العذاب؟! و روي عن سعيد بن جبير قال قلت لابن عباس سورة التوبة قال: تلك الفاضحة ما زالت تنزل و فيهم و منهم حتى خشينا الا تدع احداً. قال و سورة الأنفال نزلت في بدر، و سورة الحشر في بني النضير.

 

5. التحرير و التنوير

سورة التوبة
سمّيت هذه السورة، في أكثر المصاحف، و في كلام السلف: سورة براءة، ففي الصحيح عن أبي هريرة، في قصة حجّ أبي بكر بالناس،
قال أبو هريرة: «فأذّن معنا علي بن أبي طالب في أهل منى ببراءة». و في «صحيح البخاري»، و عن زيد بن ثابت قال:
«آخر سورة نزلت سورة براءة»، و بذلك ترجمها البخاري في كتاب التفسير من «صحيحه».
و هي تسمية لها بأول كلمة منها.
و تسمّى «سورة التوبة» في كلام بعض السلف في مصاحف كثيرة، فعن ابن عبّاس «سورة التوبة هي الفاضحة»، و ترجم لها الترمذي في «جامعه» باسم التوبة. و وجه التسمية:
أنّها وردت فيها توبة اللّه تعالى عن الثلاثة الذين تخلفوا عن غزوة تبوك، و هو حدث عظيم.
و وقع هذان الاسمان معا في حديث زيد بن ثابت، في «صحيح البخاري»، في باب جمع القرآن، قال زيد «فتتبعت القرآن حتّى وجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري: لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ‏، حتى خاتمة سورة البراءة [128].
و هذان الاسمان هما الموجودان في المصاحف التي رأيناها.
و لهذه السورة أسماء أخر، وقعت في كلام السلف، من الصحابة و التابعين، فروي عن ابن عمر، عن ابن عبّاس: كنّا ندعوها (أي سورة براءة) «المقشقشة» (بصيغة اسم الفاعل و تاء التأنيث من قشقشه إذا أبراه من المرض)، كان هذا لقبا لها و لسورة «الكافرون» لأنهما تخلصان من آمن بما فيهما من النفاق و الشرك، لما فيهما من الدعاء إلى الإخلاص، و لما فيهما من وصف أحوال المنافقين.
و كان ابن عبّاس يدعوها «الفاضحة»: قال ما زال ينزل فيها «و منهم- و منهم» حتى ظننّا أنّه لا يبقى أحد إلّا ذكر فيها.
و أحسب أنّ ما تحكيه من أحوال المنافقين يعرف به المتّصفون بها أنّهم المراد فعرف المؤمنون كثيرا من أولئك مثل قوله تعالى: وَ مِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَ لا تَفْتِنِّي‏ [التوبة:
49] فقد قالها بعضهم و سمعت منهم، و قوله: وَ مِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ‏ النبي‏ء وَ يَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ‏ [التوبة: 61] فهؤلاء نقلت مقالتهم بين المسلمين. و قوله: وَ سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوِ اسْتَطَعْنا لَخَرَجْنا مَعَكُمْ‏ [التوبة: 42].
و عن حذيفة: أنّه سمّاها «سورة العذاب» لأنّها نزلت بعذاب الكفّار، أي عذاب القتل، و الأخذ حين يثقفون.
و عن عبيد بن عمير أنّه سمّاها «المنقّرة» (بكسر القاف مشدّدة) لأنّها نقرت عمّا في قلوب المشركين (لعلّه يعني من نوايا الغدر بالمسلمين و التمالي على نقص العهد، و هو من نقر الطائر إذا أنفى بمنقاره موضعا من الحصى و نحوه ليبيض فيه).
و عن المقداد بن الأسود، و أبي أيّوب الأنصاري: تسميتها «البحوث»- بباء موحّدة مفتوحة في أوّله و بمثلّثة في آخره بوزن فعول- بمعنى الباحثة، و هو مثل تسميتها «المنقّرة».
و عن الحسن البصري أنّه دعاها «الحافرة» كأنّها حفرت عمّا في قلوب المنافقين من النفاق، فأظهرته للمسلمين.
و عن قتادة: أنّها تسمّى «المثيرة» لأنّها أثارت عورات المنافقين و أظهرتها. و عن ابن عباس أنّه سمّاها «المبعثرة» لأنّها بعثرت عن أسرار المنافقين، أي أخرجتها من مكانها.
و في «الإتقان»: أنّها تسمّى «المخزية»- بالخاء و الزاي المعجمة و تحتية بعد الزاي- و أحسب أن ذلك لقوله تعالى: وَ أَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكافِرِينَ‏ [التوبة: 2].
و في «الإتقان» أنّها تسمّى «المنكّلة»، أي بتشديد الكاف. و فيه أنها تسمّى «المشدّدة».
و عن سفيان أنّها تسمّى «المدمدمة»- بصيغة اسم الفاعل من دمدم إذا أهلك، لأنّها كانت سبب هلاك المشركين. فهذه أربعة عشر اسما.
و هي مدنية بالاتّفاق. قال في «الإتقان»: و استثنى بعضهم قوله: ما كان للنبي‏ء وَ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَ لَوْ كانُوا أُولِي قُرْبی  [التوبة: 113] الآية.
ففي «صحيح البخاري» أنّ أبا طالب لمّا حضرته الوفاة دخل عليه النبي‏ء صلى اللّه عليه و سلم فقال: «يا عمّ قل لا إله إلا اللّه كلمة أحاجّ لك بها عند اللّه» فقال أبو جهل و عبد اللّه بن أبي أمية «يا أبا طالب أ ترغب عن ملّة عبد المطلب». فكان آخر قول أبي طالب: أنّه على ملّة عبد المطلب، فقال النبي‏ء: «لأستغفرنّ لك ما لم أُنه عنك». و توفّي أبو طالب فنزلت ما كان للنبي‏ء وَ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ‏ [التوبة: 113].
و شذّ ما روي عن مقاتل: أنّ آيتين من آخرها مكّيتان، و هما لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ‏ [التوبة: 128] إلى آخر السورة. و سيأتي ما روي أنّ قوله تعالى: أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِ‏ [التوبة: 19] الآية. نزل في العباس إذ أسر يوم بدر فعيّره علي بن أبي طالب بالكفر و قطيعة الرحم، فقال: نحن نحجب الكعبة إلخ.
و هذه السورة آخر السور نزولا عند الجميع، نزلت بعد سورة الفتح، في قول جابر بن زيد، فهي السورة الرابعة عشرة بعد المائة في عداد نزول سور القرآن. و روي: أنّها نزلت في أوّل شوال سنة تسع، و قيل آخر ذي القعدة سنة تسع، بعد خروج أبي بكر الصديق من المدينة للحجّة التي أمّره عليها النبي‏ء صلى اللّه عليه و سلم و قيل: قبيل خروجه.
و الجمهور على أنّها نزلت دفعة واحدة، فتكون مثل سورة الأنعام بين السور الطوال.
و فسّر كثير من المفسّرين بعض آيات هذه السورة بما يقتضي أنّها نزلت أوزاعا في أوقات متباعدة، كما سيأتي، و لعلّ مراد من قال إنّها نزلت غير متفرقة: أنّه يعني إنها لم يتخلّلها ابتداء نزول سورة أخرى.
و الذي يغلب على الظنّ أنّ ثلاث عشرة آية من أولها إلى قوله تعالى: فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ‏ [التوبة: 13] نزلت متتابعة، كما سيأتي في خبر بعث علي بن أبي طالب ليؤذّن بها في الموسم. و هذا ما اتّفقت عليه الروايات. و قد قيل: إنّ ثلاثين آية منها، من أولها إلى قوله تعالى: قاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ‏ [التوبة: 30] أذّن بها يوم الموسم، و قيل: أربعين آية: من أولها إلى قوله: وَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيا وَ اللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ‏ [التوبة: 40] أذّن به في الموسم، كما سيأتي أيضا في مختلف الروايات، فالجمع بينها يغلّب الظنّ بأن أربعين آية نزلت متتابعة، على أنّ نزول جميع السورة دفعة واحدة ليس ببعيد عن الصحة.
و عدد آيها، في عدّ أهل المدينة و مكّة و الشام و البصرة: مائة و ثلاثون آية، و في عدّ أهل الكوفة مائة و تسع و عشرون آية.
اتّفقت الروايات على أنّ النبي‏ء صلى اللّه عليه و سلم لمّا قفل من غزوة تبوك، في رمضان سنة تسع، عقد العزم على أن يحجّ في شهر ذي الحجّة من عامه و لكنّه كره (عن اجتهاد أو بوحي من اللّه مخالطة المشركين في الحجّ معه، و سماع تلبيتهم التي تتضمّن الإشراك، أي قولهم في التلبية «لبيك لا شريك لك إلّا شريكا هو لك تملكه و ما ملك».- و طوافهم عراة، و كان بينه و بين المشركين عهد لم يزل عاملا لم ينقض- و المعنى أنّ مقام الرسالة يربأ عن أن يسمع منكرا من الكفر و لا يغيّره بيده، لأنّ ذلك أقوى الإيمان- فأمسك عن الحجّ تلك السنّة، و أمّر أبا بكر الصديق على أن يحجّ بالمسلمين، و أمره أن يخبر المشركين بأن لا يحجّ بعد عامه ذلك مشرك و لا يطوف بالبيت عريان، و أكثر الأقوال على أنّ براءة نزلت قبل خروج أبي بكر من المدينة، فكان ما صدر عن النبي‏ء صلى اللّه عليه و سلم صادرا عن وحي لقوله تعالى في هذه السورة ما كانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَساجِدَ اللَّه - إلى قوله- أُولئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ‏ [التوبة: 17، 18]- و قوله- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرامَ بَعْدَ عامِهِمْ هذا [التوبة: 28] الآية. و قد كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم صالح قريشا عام الحديبية على أن يضعوا الحرب عشر سنين يأمن فيها الناس، و يكف بعضهم عن بعض فدخلت خزاعة في عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و دخل بنو بكر في عهد قريش ثم عدت بنو بكر على خزاعة بسبب دم كان لبني بكر عند خزاعة قبل البعثة بمدّة. و اقتتلوا فكان ذلك نقضا للصلح. و استصرخت خزاعة النبي‏ء صلى اللّه عليه و سلم فوعدهم بالنصر و تجهّز رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لفتح مكّة ثم حنين ثم الطائف، و حجّ بالمسلمين تلك السنة سنة ثمان عتّاب بن أسيد، ثم كانت غزوة تبوك في رجب سنة تسع فلمّا انصرف رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من تبوك أمّر أبا بكر الصديق على الحجّ و بعث معه بأربعين آية من صدر سورة براءة ليقرأها على النّاس‏ «1». ثم أردفه بعلي بن أبي طالب ليقرأ على الناس ذلك.
و قد يقع خلط في الأخبار بين قضية بعث أبي بكر الصديق ليحجّ بالمسلمين عوضا عن النبي‏ء صلى اللّه عليه و سلم و بين قضية بعث علي بن أبي طالب ليؤذّن في الناس بسورة براءة في تلك الحجّة اشتبه به الغرضان على من أراد أن يتلبّس و على بمن لبس عليه الأمر فأردنا إيقاظ البصائر لذلك. فهذا سبب نزولها، و ذكره أول أغراضها.
______________________________
(1) من أول السورة حتى قوله: وَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيا وَ اللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ‏ [التوبة: 40].

فافتتحت السورة بتحديد مدّة العهود التي بين النبي‏ء صلى اللّه عليه و سلم و بين المشركين و ما يتبع ذلك من حالة حرب و أمن و في خلال مدة الحرب مدة تمكينهم من تلقّي دعوة الدين و سماع القرآن.
و أتبع بأحكام الوفاء و النكث و موالاتهم.
و منع المشركين من دخول المسجد الحرام و حضور مناسك الحجّ.
و إبطال مناصب الجاهلية التي كانوا يعتزّون بأنّهم أهلها.
و إعلان حالة الحرب بين المسلمين و بينهم.
و إعلان الحرب على أهل الكتاب من العرب حتّى يعطوا الجزية، و أنّهم ليسوا بعيدا من أهل الشرك و أن الجميع لا تنفعهم قوتهم و لا أموالهم.
و حرمة الأشهر الحرم.
و ضبط السنة الشرعية و إبطال النسي‏ء الذي كان عند الجاهلية.
و تحريض المسلمين على المبادرة بالإجابة إلى النفير للقتال في سبيل اللّه، و نصر النبي صلى اللّه عليه و سلم و أنّ اللّه ناصر نبيّه و ناصر الذين ينصرونه، و تذكيرهم بنصر اللّه رسوله يوم حنين، و بنصره إذ أنجاه من كيد المشركين بما هيّأ له من الهجرة إلى المدينة.
و الإشارة إلى التجهيز بغزوة تبوك.
و ذم المنافقين المتثاقلين و المعتذرين و المستأذنين في التخلّف بلا عذر. و صفات أهل النفاق من جبن و بخل و حرص على أخذ الصدقات مع أنّهم ليسوا بمستحقّيها.
و ذكر أذاهم الرسول صلى اللّه عليه و سلم بالقول. و أيمانهم الكاذبة و أمرهم بالمنكر و نهيهم عن المعروف و كذبهم في عهودهم و سخريتهم بضعفاء المؤمنين.
و الأمر بضرب الجزية على أهل الكتاب. و مذمّة ما أدخله الأحبار و الرهبان في دينهم من العقائد الباطلة، و من التكالب على الأموال.
و أمر اللّه بجهاد الكفّار و المنافقين.
و نهي المؤمنين عن الاستعانة بهم في جهادهم و الاستغفار لهم.
و نهي نبيه صلى اللّه عليه و سلم عن الصلاة على موتاهم.
و ضرب المثل بالأمم الماضية.
و ذكر الذين اتّخذوا مسجد الضرار عن سوء نية، و فضل مسجد قباء و مسجد الرسول بالمدينة.
و انتقل إلى وصف حالة الأعراب من محسنهم و مسيئهم و مهاجرهم و متخلّفهم.
و قوبلت صفات أهل الكفر و النفاق بأضدادها صفات المسلمين، و ذكر ما أعدّ لهم من الخير.
و ذكر في خلال ذلك فضل أبي بكر. و فضل المهاجرين و الأنصار.
و التحريض على الصدقة و التوبة و العمل الصالح.
و الجهاد و أنّه فرض على الكفاية. و التّذكير بنصر اللّه المؤمنين يوم حنين بعد يأسهم.
و التّنويه بغزوة تبوك و جيشها.
و الذين تاب اللّه عليهم من المتخلّفين عنها.
و الامتنان على المسلمين بأن أرسل فيهم رسولا منهم جبله على صفات فيها كلّ خير لهم.
و شرع الزكاة و مصارفها و الأمر بالفقه في الدين و نشر دعوة الدين. أعلم أنّه قد ترك الصحابة الذين كتبوا المصحف كتابة البسملة قبل سورة براءة، كما نبّهت عليه عند الكلام على سورة الفاتحة. فجعلوا سورة براءة عقب سورة الأنفال بدون بسملة بينهما، و تردد العلماء في توجيه ذلك. و أوضح الأقوال ما
رواه الترمذي و النسائي، عن ابن عبّاس، قال: قلت لعثمان: «ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال و هي من المثاني، و إلى براءة و هي من المئين فقرنتم بينهما و لم تكتبوا سطر بسم اللّه الرحمن الرحيم. فقال عثمان: إنّ رسول اللّه كان إذا نزل عليه الشي‏ء يدعو بعض من يكتب عنده فيقول: ضعوا هذه في السورة التي فيها كذا و كذا، و كانت الأنفال من أوائل ما نزل بالمدينة، و براءة من آخر القرآن و كانت قصّتها شبيها بقصّتها و قبض رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و لم يبيّن لنا أنّها منها، فظننت أنّها منها فمن ثم قرنت بينهما و لم أكتب بينهما سطر بسم اللّه الرحمن الرحمن الرحيم».
و نشأ من هذا قول آخر: و هو أنّ كتبة المصاحف في زمن عثمان اختلفوا في الأنفال. و براءة، هل هما سورة واحدة أو هما سورتان، فتركوا فرجة فصلا بينهما مراعاة لقول من عدّهما سورتين، و لم يكتبوا البسملة بينهما مراعاة لقول من جعلهما سورة واحدة، و روى أبو الشيخ، عن ابن عباس، عن علي بن أبي طالب: أنّهم إنّما تركوا البسملة في أولها؛ لأنّ البسملة أمان و بشارة، و سورة براءة نزلت بنبذ العهود و السيف، فلذلك لم تبدأ بشعار الأمان‏، و هذا إنّما يجري على قول من يجعلون البسملة آية من أول كلّ سورة عدا سورة براءة، ففي هذا رعي لبلاغة مقام الخطاب كما أنّ الخاطب المغضب يبدأ خطبته «بأمّا بعد» دون استفتاح. و شأن العرب إذا كان بينهم عهد فأرادوا نقضه، كتبوا إلى القوم الذين ينبذون إليهم بالعهد كتابا و لم يفتتحوه بكلمة «باسمك اللهم» فلمّا نزلت براءة بنقض العهد الذي كان بين النبي‏ء صلى اللّه عليه و سلم و بين المشركين بعث عليّا إلى الموسم فقرأ صدر براءة و لم يبسمل جريا على عادتهم في رسائل نقض العهود، و قال ابن العربي في «الأحكام»: قال مالك فيما روى عنه ابن وهب، و ابن القاسم، و ابن عبد الحكم: إنّه لمّا سقط أوّلها، أي سورة براءة سقط بسم اللّه الرحمن الرحيم معه. و يفسّر كلامه ما قاله ابن عطية: روي عن مالك أنّه قال: بلغنا أنّ سورة براءة كانت نحو سورة البقرة ثم نسخ و رفع كثير منها و فيه البسملة فلم يروا بعد أن يضعوه في غير موضعه. و ما نسبه ابن عطية إلى مالك عزاه ابن العربي إلى ابن عجلان فلعلّ في «نسخة تفسير ابن عطية» نقصا.
و الذي وقفنا عليه من كلام مالك في ترك البسملة من سورة الأنفال و سورة براءة:
هو ما في سماع ابن القاسم في أوائل كتاب الجامع الأول من «العتبية» «قال مالك في أوّل براءة إنّما ترك من مضى أن يكتبوا في أوّل براءة بسم اللّه الرحمن الرحيم، كأنّه رآه من وجه الاتّباع في ذلك، كانت في آخر ما نزل من القرآن. و ساق حديث ابن شهاب في سبب كتابة المصحف في زمن أبي بكر و كيف أخذ عثمان الصحف من حفصة أم المؤمنين و أرجعها إليها. قال ابن رشد في «البيان و التحصيل» «ما تأوّله مالك من أنّه إنّما ترك من مضى أن يكتبوا في أول براءة بسم اللّه الرحمن الرحيم من وجه الاتّباع، و المعنى فيه و اللّه أعلم أنّه إنّما ترك عثمان بن عفّان و من كان بحضرته من الصحابة المجتمعين على جمع القرآن البسملة بين سورة الأنفال و براءة، و إن كانتا سورتين بدليل أنّ براءة كانت آخر ما أنزل اللّه من القرآن، و أنّ الأنفال أنزلت في بدر سنة أربع، اتّباعا لما وجدوه في الصحف التي جمعت على عهد أبي بكر و كانت عند حفصة». و لم يذكر ابن رشد عن مالك قولا غير هذا.

 

6. التفسير الحديث

سورة التوبة:
في هذه السورة فصول عديدة و متنوعة إلّا أنها يجمعها طابع عام واحد هو الحثّ على الجهاد و الحملة على المنافقين و الكافرين و المشركين. و الثناء على المؤمنين المخلصين.

و تنطوي فصولها على:
(1) التبرّؤ من المشركين الناقضين للعهد و الحثّ على قتالهم إلى أن يتوبوا و يقيموا الصلاة و يؤتوا الزكاة مع احترام عهد المعاهدين الأوفياء لعهودهم.
(2) و التنبيه على أن المشركين نجس لا يجوز أن يدخلوا منطقة البيت الحرام بعد أن صار في حوزة الإسلام و لا أن يتولوا مسجدا و يعمروه أو يعمروا المسجد الحرام. و ليس لهم في ذلك حقّ و ميزة.
(3) و حظر تولي الآباء و الأقارب الكفار و مناصرتهم و التحالف معهم و إيجاب إيثار اللّه و رسوله و الجهاد في سبيله عليهم و على جميع أعراض الدنيا إذا تعارض هذا مع ذاك.
(4) و حثّ على قتال أهل الكتاب الذين لا يؤمنون باللّه و رسوله و لا يحرّمون ما حرّم اللّه و رسوله و لا يدينون دين الحق حتى يعطوا الجزية و يخضعوا لسلطان الإسلام فيكون لهم ذلك مانعا.
(5) و إقرار حرمة الأشهر الحرم الأربعة بأعيانها و تحريم النسي‏ء و التلاعب في أوقاتها بسبيل التقديم و التأخير فيها و إخراج بعضها من الحرمة و جعل غيرها بديلا عنها.
(6) و حثّ و استنفار إلى غزوة أجمعت الروايات على أنها غزوة تبوك و تنديد بالمتثاقلين و المتخلّفين عنها بأعذار كاذبة و وصمهم بالنفاق.
(7) و صور من مواقف المنافقين و أقوالهم و مكائدهم و سخريتهم و تثبيطهم و إخلافهم لوعودهم و عهودهم و تنديد باعتذاراتهم و أيمانهم الكاذبة و إنذارات قارعة لهم و إيجاب الوقوف منهم موقف الشدة و الحزم.
(8) و بيان لطبيعة الأعراب و شدة كفر الكافرين و نفاق المنافقين منهم بسببها مع التنويه بطبقة أخلصت في إيمانها و إسلامها و أعمالها منهم.
(9) و تصنيف المنتسبين إلى الإسلام إلى مخلصين سابقين و تابعيهم بإحسان.
و منافقين متسترين، و خالطي عمل صالح بعمل سيی ء. و أناس غير معروفة حقيقتهم على اليقين موكولين إلى اللّه. و منافقين مجاهرين بالضرر و الفساد.
(10) حظر الاستغفار للمشركين و الصلاة عليهم.
(11) و مشاهد عن إخلاص بعض فقراء المسلمين إزاء الدعوة إلى الجهاد و شدة ندم بعض المخلصين المتخلفين و توبة اللّه عليهم.
(12) و مشاهد عن مواقف المنافقين عند نزول القرآن.
(13) و تشريع في صدد التناوب في الجهاد.
(14) و ختام وصفي رائع لأخلاق النبي صلى اللّه عليه و سلم و شدة حرصه على المسلمين و رأفته و رحمته بهم.
و أكثر فصول السورة معقودة على غزوة تبوك و ظروفها و أحداثها. و هناك رواية غريبة تذكر أنها نزلت دفعة واحدة «1». في حين أن مضامين فصولها تلهم بكل قوة أن منها ما نزل قبل غزوة تبوك بمدة ما. و منها ما نزل أثناء هذه الغزوة، و منها ما نزل بعد العودة من هذه الغزوة. حيث يسوغ القول إن الرواية المذكورة غير معقولة و غير صحيحة. و إن فصول السورة قد رتبت في وقت متأخر من عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بعد أن تم نزول الفصول التي اقتضت حكمة اللّه و رسوله أن تحتويها.
و المصحف الذي اعتمدناه يروي أن آيتيها الأخيرتين مكيّتان. و هذه الرواية مروية
______________________________
(1) انظر تفسير الزمخشري و الطبرسي و المنار.

في تفسير المنار و في الإتقان للسيوطي‏ «1» عن ابن الفرس. و صاحب تفسير المنار يسوغ الرواية و يقول إن معنى الآيتين لا يظهر إلّا في دعوة النبي صلى اللّه عليه و سلم إلى الإسلام في مكة في أول زمن البعثة، و هناك رواية أوردها ابن كثير تفيد أن الآيتين كانتا منسيتين فألحقتا بآخر السورة ارتجالا. و كانت هذه الرواية مما قوى تسويغ صاحب المنار.
هذا في حين أن هناك روايات تذكر أن الآيتين هما آخر القرآن نزولا. و قد رجحنا أنهما جاءتا معقبتين على الآيات السابقة لهما استلهاما من فحواهما. و سنزيد الأمر بيانا في سياق تفسير الآيات.
و المتواتر اليقيني أن مصحف عثمان الذي هو أصل المصاحف لم يفصل بين سورتي الأنفال و هذه السورة بالبسملة أسوة بسائر السور. و قد روى الترمذي‏ «2» حديثا عن ابن عباس جاء فيه: «قلت لعثمان رضي اللّه عنه ما حملكم أن عمدتم إلى الأنفال و هي من المثاني و إلى براءة و هي من المئين‏ «3» فقرنتم بينهما و لم تكتبوا بينهما بسم اللّه الرحمن الرحيم و وضعتموها في السبع الطوال. فقال عثمان كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يأتي عليه الزمان و هو تنزل عليه السور ذوات العدد فكان إذا نزل عليه الشي‏ء دعا بعض من كان يكتب فيقول: ضعوا هؤلاء الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا و كذا و كانت الأنفال من أوائل ما أنزل بالمدينة و كانت براءة من آخر القرآن و كانت قصتها شبيهة بقصتها «4» فظننت أنها منها فقبض رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و لم يبين لنا أنها منها فلذلك قرنت بينهما و لم أكتب بينهما بسم اللّه الرحمن الرحيم فوضعتها في السبعة الطوال». و هناك روايات أخرى في صدد ذلك. منها رواية عن عليّ بن أبي طالب رضي اللّه عنه جوابا على سؤال سأله ابنه محمد مفادها أن هذه السورة نزلت بالسيف و أن البسملة أمان. و رواية عن أبيّ بن كعب أن النبي صلى اللّه عليه و سلم كان‏
______________________________
(1) الإتقان ص 16.
(2) التاج ج 4 ص 112، 113.
(3) يسمى ما قلّت آياته عن المائة من السور و لم تكن من القصار بالمثاني، و ما زادت آياته على المائة بالمئين.
(4) أي فيها فصول مثلها من جهاد و عهد.

يأمر في كل سورة بكتابة بسم اللّه الرحمن الرحيم و لم يأمر بذلك في سورة التوبة و كانت نزلت في آخر القرآن فضمت إلى الأنفال لشبهها بها. و رواية- جاءت بصيغة قيل- تذكر أن الصحابة اختلفوا فيما إذا كانت سورتا الأنفال و براءة واحدة أم سورتين و لم يتغلب رأي على رأي فتركوا بينهما فرجة تنبيها على قول من يقول إنهما سورتان. و لم يكتبوا البسملة تنبيها على قول من يقول إنهما سورة واحدة.
و هناك رواية تذكر أن السورتين كانتا تسميان القرينتين لهذا السبب‏ «1».
و باستثناء حديث الترمذي عن ابن عباس ليس شي‏ء من هذه الروايات واردا في الصحاح. و المتبادر أن رواية عدم وضع البسملة بسبب كونها نزلت في القتال غير سائغة لأن هناك سورا أخرى احتوت الأمر بالقتال. و تبقى الروايات الأخرى و هي محتملة. و قد يكون فيها إزالة لإشكال ورود سورة الأنفال التي تقلّ آياتها عن المائة بين السور الطوال في حين أن ترتيب سور القرآن سار على وضع الأطول فالأطول إجمالا. و لم يؤثر عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أمر بوضع البسملة بينهما. و آياتهما معا تجعل سلكهما في سلك السور الطوال سائغا.
و هذه الروايات مع حديث ابن عباس الذي رواه الترمذي تفيدنا مسألتين مهمتين في صدد تأليف و ترتيب سور القرآن و المصحف و الآيات، الأولى أن النبي صلى اللّه عليه و سلم كان يأمر بأن تكون كل سورة في قراطيس لحدتها مفتوحة للزيادة عليها.
و كان وضع الآيات في السور بأمره. و الثانية أن ترتيب السور واحدة وراء أخرى كما جاء في المصحف هو بأمره. و نرجح أن المسألة الأولى كانت بنوع خاص بالنسبة للسور المدنيّة. و أن السور المكيّة كان قد تم ترتيبها إما في مكة و إما بعد الهجرة بقليل. و كل ما هنالك أن بعض آيات مدنيّة أضيف إلى بعض هذه السور مثل الآية الأخيرة من كل من سورتي المزمل و الشعراء و الآيات [163- 170] من سورة الأعراف للتناسب الموضوعي. و من المحتمل كثيرا أن تكون هذه الآيات نزلت في أوائل الهجرة. و اللّه أعلم.
______________________________
(1) انظر كتب تفسير البغوي و الزمخشري و الطبرسي و الخازن و النسفي و ابن كثير و النيسابوري و من الغريب أن الطبري لم يتعرض لهذا البحث و رواياته!

و المصحف الذي اعتمدناه يروي ترتيب هذه السورة قبل سورة النصر التي يجعلها آخر السور المدنيّة نزولا. و بعض روايات الترتيب يجعلها بعد سورة النصر. و بعضها يجعلها ثانية عشرة سورة مدنيّة نزولا و بعضها سادسة عشرة بل و بعضها سادسة و مضامينها تلهم أن الروايات الثلاث الأخيرة لا يمكن أن تكون صحيحة. و قد أخذنا برواية المصحف الذي اعتمدناه لأن فحوى و روح سورة النصر يسوغان صحة رواية هذا المصحف بكونها آخر السور المدنيّة نزولا كما أن هناك أحاديث تؤيد ذلك على ما سوف نورده في سياقها.
و للسورة أسماء عديدة. المشهور منها اثنان و هما (التوبة) و (براءة). و هما مقتبسان من ألفاظ فيها كما هو شأن معظم السور. و الباقي أطلق عليها بسبب ما فيها من دلالات فهي الفاضحة لأنها فضحت المنافقين، و هي المبعثرة لأنها بعثرت أسرارهم، و هي المقشقشة لأنها تقشقش أي تبرئ المسلمين من الكفر و النفاق، و هي المدمدمة أي المهلكة، و هي الحافرة لأنها حفرت قلوب المنافقين و كشفت ما يسترونه، و هي المثيرة لأنها أثارت مخازيهم، و هي العذاب لأنها نزلت بعذاب الكفار. و هذه الأسماء التي بلغت العشرة معزوة إلى أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و تابعيهم‏.

 

7. التفسير القرآنى للقرآن

سورة التّوبة:
(أسماؤها:) حملت «التوبة» أكثر من اسم دال عليها، فمن ذلك:
«براءة» لافتتاحها بتلك الكلمة ..
و «التوبة» لكثرة ذكر التوبة فيها ..
و «الفاضحة» لأنها فضحت المنافقين، و كشفت وجوههم للنبىّ و المؤمنين .. قال ابن عباس: التوبة: هى الفاضحة .. ما زالت تنزل:
«و منهم»، «و منهم»، حتى ظننا أنه لا يبقى أحد منا إلا ذكر فيها.
و «المبعثرة» لأنها تبعثر أسرار المنافقين، و تكشفها و «المقشقشة» لأنها تبرئ المؤمن، فتخلى قلبه من النفاق و «البحوث» لأنها تبحث عن نفاق المنافقين.

نزولها:
نزلت بالمدينة باتفاق .. و هى آخر سورة نزلت من القرآن الكريم، على أرجح الأقوال.
عدد آياتها: مائة و تسع و عشرون آية عدد كلماتها: ألفان و أربعمائة و سبع و تسعون كلمة.
عدد حروفها: عشرة آلاف و سبعمائة و سبعة و ثمانون حرفا.

 

8. التفسير المنير فى العقيدة و الشريعة و المنهج

سورة التوبة:
مدنية و هي مائة و تسع و عشرون آية. نزلت في غزوة تبوك سنة تسع.

تسميتها:
قال الزمخشري: لها عدة أسماء: براءة، التوبة، المقشقشة، المبعثرة، المشردة، المخزية، الفاضحة، المثيرة، الحافرة، المنكّلة، المدمدمة، سورة العذاب؛ لأن فيها التوبة على المؤمنين، و هي تقشقش من النفاق، أي تبرئ منه، و تبعثر عن أسرار المنافقين، أي تبحث عنها، و تثيرها، و تحفر عنها، و تفضحهم، و تنكلهم، و تشرد بهم، و تخزيهم، و تدمدم عليهم‏ «1». و تسمى أيضا البحوث؛ لأنها تبحث عن أسرار المنافقين.
و عن حذيفة رضي اللّه عنه: إنكم تسمونها سورة التوبة، و إنما هي سورة العذاب، و اللّه ما تركت أحدا إلا نالت منه.
و عن ابن عباس في هذه السورة قال: إنها الفاضحة ما زالت تنزل فيهم، و تنال منهم، حتى خشينا ألا تدع أحدا، و سورة الأنفال نزلت في بدر، و سورة الحشر نزلت في بني النضير.
______________________________
(1) الكشاف: 2/ 25

السبب في إسقاط التسمية من أولها:
قال ابن عباس: سألت عليا رضي اللّه عنه، لم لم يكتب في براءة بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏؟ قال: لأن‏ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ أمان، و براءة نزلت بالسيف و نبذ العهود، و ليس فيها أمان‏ «1».
و قال سفيان بن عيينة: إنما لم تكتب في صدر هذه السورة البسملة؛ لأن التسمية رحمة، و الرحمة أمان، و هذه السورة نزلت بالمنافقين و بالسيف، و لا أمان للمنافقين‏ «2».
قال القرطبي نقلا عن القشيري: و الصحيح أن التسمية لم تكتب؛ لأن جبريل عليه السّلام ما نزل بها في هذه السورة. فلم يكتبها الصحابة في المصحف الإمام، مقتدين في ذلك بأمير المؤمنين عثمان رضي اللّه عنه، كما قال الترمذي.

مناسبتها لما قبلها:
هناك شبه بين سورة براءة و سورة الأنفال قبلها، فهي كالمتممة لها في وضع أصول العلاقات الدولية الخارجية و الداخلية، و أحكام السلم و الحرب، و أحوال المؤمنين الصادقين و الكفار و المنافقين، و أحكام المعاهدات و المواثيق، إلا أن في الأنفال بيان العهود و الوفاء بها و تقديسها، و في براءة نبذ العهود، و ذكر في السورتين صدّ المشركين عن المسجد الحرام، و الترغيب في إنفاق المال في سبيل اللّه، و تفصيل الكلام في قتال المشركين و أهل الكتاب و بيان أوضاع المنافقين.
و بالرغم من هذا الشبه الموضوعي في السورتين، و أنهما تدعيان القرينتين، و أنهما نزلتا في القتال، فإنهما في الأصح سورتان مستقلتان، فليست براءة جزءا
______________________________
(1) تفسير الرازي: 15/ 216
(2) تفسير القرطبي: 8/ 62- 63

من الأنفال، بدليل كثرة أسمائها المميزة لها، و فصلها عما سبقها، و استقر على ذلك ترتيب السور و الآيات، و تناقل المسلمون هذا الفصل في المصحف من عهد الصحابة لما كتبوا المصحف في خلافة عثمان.
قال عثمان رضي اللّه عنه: قبض رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم، و لم يبين لنا أنها منها. و في قوله هذا دليل على أن السور كلها انتظمت بقوله و تبيينه، و أن براءة وحدها ضمّت إلى الأنفال من غير عهد من النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم؛ لما عاجله من الحمام قبل تبيينه ذلك. و كانتا تدعيان القرينتين، فوجب أن تجمعا و تضم إحداهما إلى الأخرى؛ للوصف الذي لزمهما من الاقتران، و رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم حيّ‏ «1».
قال ابن العربي: هذا دليل على أن القياس أصل في الدين، ألا ترى إلى عثمان و أعيان الصحابة كيف لجؤوا إلى قياس الشّبه عند عدم النص، و رأوا أن قصة براءة شبيهة بقصة الأنفال فألحقوها بها، فإذا كان اللّه قد بيّن دخول القياس في تأليف (أي جمع) القرآن، فما ظنك بسائر الأحكام‏ «2»؟!

تاريخ نزولها:
كانت الأنفال من أوائل ما أنزل بعد الهجرة، و براءة من آخر ما نزل من القرآن، نزلت في السنة التاسعة من الهجرة، و هي السنة التي حدثت فيها غزوة تبوك، و هي آخر غزواته صلّى اللّه عليه و آله و سلم، خرج فيها لغزو الروم، وقت القيظ و الحر الشديد، زمن العسرة، حين طابت الثمار، فكانت ابتلاء لإيمان المؤمنين، و افتضاحا لنفاق المنافقين. و
قد نزل أولها بعد فتح مكة، فأرسل النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم عليا ليقرأها على المشركين في موسم الحج.
______________________________
(1) تفسير القرطبي: 8/ 63
(2) أحكام القرآن: 2/ 881

روى البخاري عن البراء بن عازب قال: آخر آية نزلت: يَسْتَفْتُونَكَ، قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ و آخر سورة نزلت: براءة.

ما اشتملت عليه السورة:
افتتحت السورة بالبراءة من المشركين، و منحهم مدة أمان أربعة أشهر، ثم إعلان الحرب عليهم بسبب جرائمهم، ثم منعهم من دخول المسجد الحرام إلى الأبد.
ثم مجاهدة أهل الكتاب حتى يؤدوا الجزية أو يسلموا. و تضمنت السورة في قسمها الأول حتى نهاية الآية [41] الحث على الجهاد و النفير العام في سبيل اللّه بالأموال و الأنفس. ثم تحدثت عن أوصاف المنافقين و مخاطرهم في القسم الثاني إلى آخر السورة، و تخلل ذلك الإشارة إلى تخلف الأعراب عن الجهاد، و عدم قبول تخلف أهل المدينة و من حولهم من الأعراب عن المشاركة في الجهاد، و ختمت السورة بمقارنات واضحة تميز بين المؤمنين و المنافقين، و جعل الجهاد فرض كفاية، و تخصيص فئة أخرى للتفقه في الدين.
فكان محور السورة يدور حول أمرين:
الأول- أحكام جهاد المشركين و أهل الكتاب.
الثاني- تمييز المؤمنين عن المنافقين بصدد غزوة تبوك.
أما أحكام الجهاد فقد مهد لها القرآن الكريم في هذه السورة بنبذ العهود و الأمان بالنسبة للمشركين، و إنهاء المعاهدات التي كانت قائمة بين المسلمين و أهل الكتاب؛ لأن كلا من المشركين و الكتابيين نقضوا العهود، و تواطأت طوائف اليهود من بني النضير و بني قريظة و بني قينقاع مع المشركين على محاربة المسلمين و محاولة القضاء عليهم. و تحدثت حوالي عشرون آية عن أحقاد اليهود و دسائسهم و مؤامراتهم، و خبثهم و كيدهم، فلا عهد و لا أمان، و لا سلم و لا مصالحة بعد انتهاء أمد الأمان، و نقض العهود من غير المسلمين.
و أما الأمر الثاني فكان بسبب استنفار المسلمين لغزو الروم في غزوة تبوك، و قد أوضحت الآيات في القسم الأعظم من هذه السورة نفسيات المسلمين، و ظهور عوارض التثاقل و التخلف و التثبيط، و مراوغة المنافقين، و دسائسهم الماكرة، و اتخاذهم ما أطلق عليه (مسجد الضرار) الذي نزل بشأنه أربع آيات، و كرا للتآمر و التخريب، و تعريتهم بشكل فاضح، حتى سميت السورة (الفاضحة) لأنها فضحت المنافقين، و لم تدع لهم سترا إلا هتكته.
و الخلاصة: كانت هذه السورة سورة الحسم الكامل لأوضاع غير المسلمين، و ربما كانت أخطر سورة حشدت جيش الإيمان و أعدته للمعركة الفاصلة النهائية بين المسلمين و غيرهم، سواء في داخل الدولة بتصفية جذور النفاق، و القضاء على مكر اليهود، أو في خارج الدولة بالتصدي لغطرسة الروم في غزوة تبوك التي أرهبتهم، و جمّدت كل تحركاتهم المشبوهة للقضاء على الإسلام و المسلمين.
و كان لهذه التصفية المقدّر و المخطط لها من قبل اللّه تعالى على الصعيد الداخلي و الخارجي الأثر الأكبر في استقرار الدولة الإسلامية، و الحفاظ على كيانها الدولي و إظهار هيبتها و منعة وجودها، بعد انتقال مؤسسها و قائدها النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم إلى الرفيق الأعلى.

 

9. التفسير الواضح

سورة التوبة:
عدد آياتها تسع و عشرون و مائة و تسمى سورة براءة، و المبعثرة، و المثيرة، و المخزية، و الفاضحة، و المشردة، و سورة العذاب، لما فيها من ذكر التوبة، و ما فيها من التبرئة من النفاق، و ما فيها من التعرض للمنافقين و كشف سترهم و ما يخزيهم و يشردهم، و ما فيها من نقض العهود و إرصاد العذاب للمشركين، لهذا و ذلك سميت بتلك الأسماء.
و كثرة أسمائها الواردة دليل على أنها سورة مستقلة ليست جزءا مما قبلها.
و إذا كانت سورة فلم تركت البسملة في أولها؟!! أما الحكمة في ترك البسملة فالظاهر- و اللّه أعلم- أنها نزلت لرفع الأمان، و نقض العهود مع المشركين، و فضيحة المنافقين، و هذا يتنافى مع التصدير بالاسم الجليل الموصوف بالرحمن الرحيم، و في الكشاف: سئل ابن عينية- رضى اللّه عنه- فقال:
اسم اللّه سلام و أمان فلا يكتب في النبذ و المحاربة. و ما روى عن ابن عباس في هذا فأظنه مدسوس عليه إذ لا يعقل أن يلحق النبي بالرفيق الأعلى و لم يبين للصحابة مكان هذه الآيات، فاختلف الصحابة في ذلك؛ على أن الصحيح أن البسملة آية فذة من القرآن أنزلت للفصل و التبرك بها، و أنه لا مدخل لأحد بالمرة في إثباتها أو تركها و إنما هذا كله توقيف و وحى، و لا يعقل أن يترك ذلك النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و لا يصح أن يتشكك مسلم في هذا أبدا، و لا شك في عدم نزول البسملة ها هنا بالإجماع.

 

10. التفسير الوسيط للقرآن الكريم

تمهيد بين يدي تفسير سورة التوبة:
نقصد بهذا التمهيد- كما سبق أن بينا في تفسير السور السابقة- إعطاء القارئ صورة واضحة عن السورة التي سنفسرها قبل أن نبدأ في تفسيرها آية آية.
فنقول:
1- سورة التوبة هي السورة التاسعة في ترتيب المصحف، فقد سبقتها سور الفاتحة، و البقرة، و آل عمران، و النساء، و المائدة، و الأنعام، و الأعراف، و الأنفال.

2- و عدد آياتها مائة و تسعة و عشرون آية عند الكوفيين. و مائة و ثلاثون آية عند جمهور العلماء.

3- أسماؤها:
عرفت هذه السورة منذ العهد النبوي بجملة من الأسماء منها:
(ا) التوبة: و سميت بهذا الاسم لتكرار الحديث فيها عن التوبة و التائبين و من ذلك قوله- تعالى-: فَإِنْ تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ... «1».
و قوله- تعالى-: فَإِنْ تابُوا وَ أَقامُوا الصَّلاةَ وَ آتَوُا الزَّكاةَ فَإِخْوانُكُمْ فِي الدِّينِ‏ «2».
و قوله- تعالى-: ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ عَلی  مَنْ يَشاءُ وَ اللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ‏ «3».
و قوله- تعالى-: وَ آخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صالِحاً وَ آخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ ... «4».
و قوله تعالى: وَ آخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَ إِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ ... «5».
إلى غير ذلك من الآيات الكثيرة التي تكررت في هذه السورة عن التوبة و التائبين.
(ب) براءة: و سميت بذلك لافتتاحها بقوله- سبحانه-: بَراءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ....
و هذان الاسمان- التوبة و براءة- هما أشهر أسماء هذه السورة الكريمة.
(ج) الفاضحة: و سميت بهذا الاسم لحديثها المستفيض عن المنافقين و صفاتهم و أحوالهم .. و فضيحتهم على رءوس الأشهاد.
______________________________
(1) الآية 3.
(2) الآية 11.
(3) الآية 27.
(4) الآية 102.
(5) الآية 106.

أخرج البخاري عن سعيد بن جبير قال: قلت لابن عباس: سورة التوبة قال: التوبة هي الفاضحة. ما زالت تنزل: و منهم و منهم، حتى ظنوا أنها لن تبقى أحدا منهم إلا ذكر فيها «1».
(د) المنقرة: و سميت بذلك، لأنها نقرت عما في قلوب المنافقين و المشركين فكشفت عنه، و أظهرته للناس.
(ه) المثيرة: و سميت بهذا الاسم، لأنها أثارت مثالبهم و عوراتهم. أى: أخرجتها من الخفاء إلى الظهور.
(و) المبعثرة: لأنها بعثرت أسرارهم. أى بينتها و عرفتها للمؤمنين.
(ز) المدمرة: أى المهلكة لهم.
إلى غير ذلك من الأسماء التي اشتهرت بها هذه السورة الكريمة «2».
هذا، و ليس في سور القرآن الكريم أكثر أسماء منها و من سورة الفاتحة.

4- زمان و مكان نزولها:
قال ابن كثير: هذه السورة الكريمة من أواخر ما نزل على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كما قال البخاري ...» «3».
و قال صاحب المنار: هي مدنية بالاتفاق. و قيل: إلا قوله- تعالى- ما كانَ لِلنَّبِيِّ وَ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَ لَوْ كانُوا أُولِي قُرْبی  ... الآية و ذلك لما روى في الحديث المتفق عليه من نزولها في النهى عن استغفاره صلى اللّه عليه و سلم لعمه أبى طالب- كما سيأتى تفصيله عند تفسيرها.
و يجاب عنه بجواز أن يكون نزولها تأخر عن ذلك، و بما يقوله العلماء في مثل هذا المقام من جواز نزول الآية مرتين: مرة منفردة و مرة في أثناء السورة.
....
فهذا عرض إجمالى لما اشتملت عليه سورة التوبة من موضوعات و من هذا العرض يتبين لنا أن السورة الكريمة قد اهتمت بأمور معينة من أهمها ما يأتى:
1- رسم المنهاج النهائى الذي يجب أن يسير عليه المسلمون في علاقاتهم مع مشركي العرب، و مع أهل الكتاب، و مع المنافقين، مع بيان الأسباب التي تدعو المسلمين إلى التزام هذا المنهاج.
2- كشف الغطاء عن المنافقين و أصنافهم و أوصافهم، و عما انطوت عليه قلوبهم من أحقاد، و عما سلكوه من مسالك خبيثة لمحاربة الدعوة الإسلامية، و مناوأة أتباعها الصادقين.
و قد أفاضت السورة في الحديث عن ذلك إفاضة لا توجد في غيرها من سور القرآن الكريم.
3- حددت السورة الكريمة معالم المجتمع الإسلامى بعد أن تم فتح مكة، و بعد أن دخل الناس في دين اللّه أفواجا.
فأثنت على السابقين الأولين من المهاجرين و الأنصار و الذين اتبعوهم بإحسان و وعدتهم بالفوز العظيم.
قال تعالى: وَ السَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَ الْأَنْصارِ وَ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَ رَضُوا عَنْهُ، وَ أَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ‏.
و حكمت على كل فريق من المتخلفين عن غزوة تبوك من أهل المدينة و ما حولها بالحكم الذي يناسبه.
قال تعالى: وَ مِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرابِ مُنافِقُونَ وَ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفاقِ لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلی  عَذابٍ عَظِيمٍ‏.
و قال تعالى: وَ آخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صالِحاً وَ آخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ‏.
و قال تعالى: وَ آخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَ إِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ‏.
و هكذا نرى السورة الكريمة قد وضحت الطوائف المتنوعة التي كان المجتمع الإسلامى يتكون منها عند نزولها، أى: بعد أن تم فتح مكة.
4- يؤخذ من الحديث المستفيض الذي ساقته السورة عن المنافقين و صفاتهم و أحوالهم ..
أنهم بعد فتح مكة بدأت دولتهم تعود إلى الظهور في المجتمع الإسلامى بينما كانت قبيل الفتح قد أوشكت على التلاشى و الاندثار.
و لعل السبب في ذلك: أن كثيرا من الناس قد دخل في الإسلام بعد أن فتحت مكة، لأسباب دنيوية متنوعة، دون أن يستقر الإيمان باللّه في قلوبهم، و إنما بقيت آثار الجاهلية لها وزنها في تحريك طباعهم و اتجاهاتهم و أفكارهم.
قال بعض العلماء: سياق السورة يرسم صورة كاملة للمجتمع المسلم في فترة ما بعد الفتح، و يصف تكوينه العضوى، و من هذه الصورة يتجلى نوع من الخلخلة و قلة التناسق بين مستوياته الإيمانية، كما تتكشف ظواهر و أعراض من الشح بالنفس و المال، و من النفاق و الضعف، و التردد في الواجبات و التكاليف، و الخلط و عدم الوضوح في تصور العلاقات بين‏ المعسكر الإسلامى و المعسكرات الأخرى، و عدم المفاضلة الكاملة على أساس العقيدة، و إن كان هذا كله لا يتعارض مع وجود القاعدة الصلبة الأمينة الخالصة من المهاجرين و الأنصار، مما استدعى حملات مفصلة و منوعة للكشف و التوعية و البيان و التقرير تفي بحاجة المجتمع إليها.
و إن سبب هذه الحالة هو دخول جماعات كثيرة متنوعة من الناس في الإسلام بعد الفتح، لم تتم تربيتها، و لم تنطبع بعد بالطابع الإسلامى الأصيل‏.
5- عرضت السورة لبيان كثير من الأحكام و الإرشادات التي تحتاج إليها الدولة الناشئة، كحديثها عن مصارف الزكاة، و عن الجهاد و موجباته، و عن العهود و أحكامها، و عن الأشهر الحرم .. إلى غير ذلك من الأحكام.

 

11. التفسير لكتاب الله المنير

سورة التوبة:
و تسمّى سورة براءة مدنية قيل هي آخر ما نزل على النبىّ بالمدينة عدد آيها مائة و تسع و عشرون آية و قيل مائة و ثلاثون و سمّيت بالتوبة بمناسبة ذكر التوبة فيها مكررا و ببراءة لتصدرّها بهذه الكلمة و لم يعرف ذكر البسملة في مبتدئها و قيل في ذلك وجوه أقربها الى الاعتبار تصدّرها بالبراءة و تحتم الإيقاع بالمشركين حيثما وجدوا و الإنذار بالمقاطعة التامّة و ذلك على اثر تكامل ايمان المؤمنين و رضوخهم لما يريده ربّ العزّة حتى كانوا مصداقا لقول من قال:
و أراك تفعل ما تقول و بعضهم‏   مذق اللسان يقول ما لا يفعل‏ و البسملة تشعر بخلاف ذلك مشيا مع ما عليه الظواهر و مراعاة للتحسينات الاعتبارية.

 

12. الجوهر الثمين في تفسير الكتاب المبين

سوره توبه:
سميت بذلك لما فيها من ذكر التوبة، و براءة لافتتاحها بها، و الفاضحة لأنها فضحت المنافقين بإظهار نفاقهم، و المبعثرة لأنها تبعثر عن أسرارهم، و البحوث لأنها تبحث عن سرائرهم و الحافرة لأنها حفرت عن قلوبهم ما كانوا يسترونه، و المثيرة لأنها أثارت مخازيهم، و المقشفة لأنها تبرئ من آمن بها من النفاق، و المدمدمة أي المهلكة، و سورة العذاب.
و هي مائة و ثلاثون آية. نزلت بالمدينة و هي آخر ما نزل على النبي (ص). و عن النبي (ص) من قرأها بعثه اللّه يوم القيامة، بريا من النفاق، و من كتبها و جعلها في عمامته أو قلنسوته أمن من اللصوص في كل مكان، الخبر. و عن علي (ع) لم ينزل بسم اللّه الرحمن الرحيم على رأس سورة براءة لأن بسم اللّه للأمان و الرحمة و نزلت براءة لدفع الامان و السيف. و عن الصادق (ع) الأنفال و براءة واحدة.

 

13. الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل

سورة التوبة:
(مدنية [إلا الآيتين الأخيرتين فمكيتان‏] و آياتها 130 و قيل 129 [نزلت بعد المائدة]) لها عدة أسماء: براءة، التوبة، المقشقشة، المبعثرة، المشردة، المخزية، الفاضحة، المثيرة، الحافرة، المنكلة، المدمدمة، سورة العذاب، لأنّ فيها التوبة على المؤمنين، و هي تقشقش من النفاق أى تبرئ منه، و تبعثر عن أسرار المنافقين تبحث‏ عنها و تثيرها و تحفر عنها و تفضحهم و تنكلهم و تشرد بهم و تخزيهم و تدمدم عليهم.

 

14. أنوار التنزيل و أسرار التأويل

سورة براءة:
مدنية و قيل إلا آيتين من قوله: لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ‏ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ و هي آخر ما نزل و لها أسماء أخر، «التوبة» و «المقشقشة» و «البحوث» و «المبعثرة» و «المنقرة» و «المثيرة» و «الحافرة» و «المخزية» و «الفاضحة» و «المنكلة» و «المشردة» و «المدمدمة» و «سورة العذاب» لما فيها من التوبة للمؤمنين و القشقشة من النفاق و هي التبري منه، و البحث عن حال المنافقين و إثارتها، و الحفر عنها و ما يخزيهم و يفضحهم و ينكلهم و يشردهم و يدمدم عليهم.
و أيها مائة و ثلاثون و قيل تسع و عشرون، و إنما تركت التسمية فيها لأنها نزلت لرفع الأمان و بسم اللّه أمان. و قيل كان النبي صلّى اللّه عليه و سلّم إذا نزلت عليه سورة أو آية بين موضعها، و توفي و لم يبين موضعها و كانت قصتها تشابه قصة الأنفال و تناسبها لأن في الأنفال ذكر العهود و في براءة نبذها فضمت إليها. و قيل لما اختلفت الصحابة في أنهما سورة واحدة هي سابعة السبع الطوال أو سورتان تركت بينهما فرجة و لم تكتب بسم اللّه.

 

15. بيان المعانى

سورة التوبة - براءة:
نزلت بالمدينة بعد المائدة، و هي مئة و تسع و عشرون آية، و أربعة آلاف و أربعمائة و ثمانية و ثمانون حرفا، و لا يوجد في القرآن سورة مبدوءة بما بدئت به، و لا مثلها في عدد الآي، و تسمى سورة براءة، و لم تبدأ بالبسملة، و لم تكتب بأولها خلافا لسور القرآن العظيم كلها، لأن حضرة الرّسول لم يأمر كتبة الوحي بذلك، و لم يؤمر بكتابتها حين أنزلت عليه من ربه عز و جل بواسطة الأمين جبريل عليه السّلام، و هو لا يأمر كتبة الوحي إلّا بكتابة ما أنزل عليه، فلا ينطق عن هوى، و لا يأمر إلّا بما يأمره به ربه، و لا يفعل إلّا ما يريده منه.
هذا، و ما قيل إنها لم تبدأ بالبسملة لأنها سورة عذاب و قد أنزلت بالسيف و إنذار الناس بقطع المعاهدات، و البسملة تدل على الرّحمة لأنها شعار لها و هي أمان من‏ العذاب و القتال و افتتاح لكل خير و اسم اللّه تعالى يدل على السّلام و إنما جاءت ينبذ العهود المعقودة مع الكافرين و تهديدا لهم بالحرب و القتل، يرده أن البسملة كتبت أول المطففين و الهمزة و قد بدأتا بالويل، و أين الويل من الرّحمة، و كتبت أول سورة المنافقين و الكافرين و شتان بينهما و بين الرّحمة، لهذا فإن ما جرينا عليه من أنها أنزلت هكذا بلا بسملة، و أن حضرة الرّسول أفرها و أمر بإثباتها في الصحف على ما هي عند اللّه تعالى، و هذا هو الصّواب، لأن القراء و العلماء اتفقوا على جواز قراءة البسملة عند تلاوة (وَ قاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ) الآية 37 الآتية و أمثالها، و كان صلّى اللّه عليه و سلم يكتب للمحاربين‏ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ*، و إنّ ترك كتابتها هنا و إثباتها في سورة النّمل دليل على أنها آية مكررة في القرآن العظيم حيث أنزلت كتبت، و حيث لم تنزل لم تكتب، و هذا هو الصّحيح كما ذكرناه في المقدمة في بحث البسملة فراجعه.
مطلب عدم صحة القول بانها و الأنفال سورة واحدة لعدم الفصل بينهما بالبسملة و عدد غزوات الرّسول و ما هي:
و ما قيل إن سورة التوبة و سورة الأنفال سورة واحدة و لذلك لم تكتب البسملة أولها اكتفاء بالبسملة أول الأنفال قيل لا يرتكز على نقل صحيح و لا دليل واضح، و لا يستند لقول ثابت يوثق به، لأنهما لو كانتا سورة واحدة لنزلتا دفعة واحدة معا و لأمر الرّسول بضمهما بعضهما بعض لأن مجرد وضعها تحت الأنفال لا يدل على أنها منها، لأن وضع السّور بمواضعها الموجودة الآن بالمصاحف بحسب ترتيب القرآن أمر توقيفي من قبل حضرة الرّسول صلّى اللّه عليه و سلم بإشارة من جبريل عليه السّلام على نسق ما هو مدون في اللّوح المحفوظ عند اللّه عز و جل الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه، و لهذا فإن الحق أنهما سورتان منفردتان نزلت كلّ واحدة منهما على حدة، و بينهما سبع سنين، لأن الأنفال نزلت بعد البقرة عقب حادثة بدر، و هذه من آخر القرآن نزولا. هذا و إن كثيرا من المفسرين و القراء قالوا إن سورة الضّحى و الانشراح سورة واحدة، و الفيل و قريش واحدة، و قد وضع لكل منهما البسملة مع أن كلا منهما نزلت بعد الأخرى، و يوجد بينهما ارتباط في‏ المعنى أيضا، و وضعت البسملة لكل منهما، إذا فلا دليل لمن قال إنهما سورة واحدة إلا اشتباهه بالتوبة بحسب ترتيب القرآن تحت الأنفال و عدم وضع البسملة أولها، و لم يعلم أنها نزلت بلا بسملة، و لم يدر مدى المدة الكائنة بينهما بحسب النّزول، و غاب عنه أن لكل منهما اسم على حدة، فنلك الأنفال لا غير، و هذه لها عشرة أسماء: براءة لما فيها من التبري و نبذ العهود، و التوبة إذ تسبب فيها على المخلفين، و الفاضحة لأنها فضحت أحوال المنافقين، و المقشقشة لأنها قشقشت النّفاق أي برأت منه، و المبعثرة لأنها تبعثر أي تبحث عن أحوال المنافقين، و الكافرين، و سورة العذاب لما فيها من كثرة ذكره؛ و المخزية لما جاء فيها من إخزاء المنافقين، و المدمّرة لما ذكر فيها من إهلاكهم، و المشرّدة لأنها شردت جموعهم و أتباعهم، و المثيرة لأنها أنارت أي أظهرت معاينهم و كشفت أسرارهم و هتكت أستارهم.
هذا و يكره ابتداؤها بالبسملة لأنها نزلت بغيرها، و لأن حضرة الرّسول لم يبسمل عند قراءتها، و لم يثبت لها البسملة بالصحف و لم يأمر الكتبة بذلك، و قد خصت بعدمها من جميع سور القرآن، و ما عموم إلّا و خصص، فهذه من المخصوصات بعدم البسملة، و لكن يسن للقارى أن يتعوذ أولها كسائر آيات القرآن لقوله تعالى:
(فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ) الآية 99 من سورة النّحل في ج 2.

 

16. تفسير احسن الحديث

سوره توبه:
در مدينه نازل شده و صد و بيست و نه آيه است‏

نظرى به كليات سوره:
1- توبه، صد و سيزدهمين سوره است كه بعد از سوره مائده در مدينه نازل گرديد نزول آن را بالاتفاق در سال نهم هجرت گفته اند، در ترتيب فعلى قرآن مجيد سوره نهم است و بيست و هفتمين سوره نازل شده در مدينه می باشد.
2- قارئان كوفى تعداد آيات آن را صد و بيست و نه و قارئان ديگر صد و سى گفته اند. چون عاصم بن ابى النجود در قرائت كوفى است و قرائت وى به امير- المؤمنين عليه السّلام می رسد لذا قرائت كوفى در نظر ما معتبر است.
طبرسى رحمه اللَّه در تفسير سوره بقره درباره قرائت كوفى فرموده «و هو العدد المروى عن امير المؤمنين عليه السّلام» در تفسير خازن كلمات اين سوره را چهار هزار و هفتاد و هشت و حروف آن را ده هزار و چهارصد و هشتاد هشت گفته است و اللَّه اعلم.
3- سوره مباركه بى شك مدنى است به نظر بعضى دو آيه از آن مدنى نيست ولى نمی شود به اين گفته اعتماد كرد.
4- از صد و چهارده سوره قرآن مجيد تنها اين سوره است كه با بسم اللَّه الرّحمن الرّحيم شروع نشده است، در توجيه اين مسئله دو قول هست، اوّل آنكه: سوره توبه متمم سوره انفال است و اين هر دو يك سوره اند، در مجمع البيان‏ از امام صادق عليه السّلام نقل شده كه فرمود: انفال و برائت يك سوره هستند: «الانفال و البراءة واحد» اين روايت در تفسير عيّاشى نيز آمده است، بعضی ها در توجيه يك سوره بودن گفته اند: انفال در زمينه پيمانها: توبه در زمينه نقض پيمانهاست.
دوم آنكه از امير المؤمنين عليه السّلام نقل شده: علت نيامدن بسم اللَّه آن است كه: بسم اللَّه براى امان و رحمت است ولى سوره برائت برداشته شدن امان با شمشير، نازل شده است (مجمع البيان) «1» زمخشرى اين سخن را از ابن عيينه نقل می كند.
نگارنده گويد: چنان كه در حاشيه مجمع البيان نقل شده بهترين دليل ترك بسم اللَّه در اول اين سوره، تعبّد است، چون رسول خدا صلّى اللَّه عليه و آله نفرموده ما نيز نمی گوئيم دو روايت شريفه علّت نيامدن آن را توجيه می كند.
5- اين سوره نامهاى متعدّد دارد در مجمع البيان و كشّاف حدود ده نام درباره آن نقل شده است‏ «2» ولى دو نام بسيار مشهور است:
اول: برائت، اين نام ظاهرا بدان علّت است كه در اول آن لفظ «برائة» آمده است. دوم: توبه.
طبرسى رحمه اللَّه فرموده: اين بدان جهت است كه آيات توبه در آن بسيار آمده است مثل آيه پانزده و هفتاد و چهار و صد و هيجده.
ولى به نظر نگارنده جريان توبه تاريخى آن سه نفر كه در جنگ تبوك شركت نكردند و رسول خدا صلّى اللَّه عليه و آله دستور فرمود كسى با آنها سخن نگويد علّت اين نامگذارى بوده است چنان كه در آيه صد و هيجده  وَ عَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا ... مشروحا خواهد آمد و آن يك قضيه فوق العاده بود و جا داشت كه  سوره با آن نامگذارى شود.
______________________________
(1) عن على عليه السّلام‏ لم ينزل بسم اللَّه الرحمن الرحيم على رأس سورة برائة لان بسم اللَّه للامان و الرحمة و نزلت برائة لرفع الامان بالسيف.
(2) در مجمع البيان ده اسم و در كشاف يازده اسم نقل شده است.

6- در ميان مفسران شكى نيست كه اين سوره در سال نهم از هجرت رسول اكرم نازل شده كه حدود يك سال از عمر مبارك آن حضرت باقى مانده بود، از آيات سوره معلوم می شود كه فعاليت منافقان آن روز به اوج خود رسيده بود.
در تفسير عياشى از امام صادق عليه السّلام نقل شده: فتح مكه در سال هشتم هجرت نزول برائت در سال نهم و حجة الوداع در سال دهم واقع شد «1» و آن بعد از رجوع آن حضرت از جنگ تبوك بوده است (الميزان).
7- اين سوره در زمان رسول خدا صلّى اللَّه عليه و آله به نام برائت مشهور بوده است در تفسير مجمع البيان و در تفسير كشاف در آخر سوره انفال نقل شده كه آن حضرت فرموده: هر كه سوره انفال و برائت را بخواند من روز قيامت شفيع او خواهم بود و نيز در آن دو كتاب از آن حضرت نقل شده كه برائت همگى به يك بار نازل شده است.
8- مطالب اين سوره در يك موضوع خلاصه نمی شود بلكه حدود بيست و دو آيه از اول آن درباره مشركان مكه و نقض عهد از جانب آنها و مقابله با آنهاست.
مقدارى از آيات آن درباره قاطعيت مسلمانان در برابر كفر و استقامت آنها در راه مكتب است، قسمتى درباره اهل كتاب و اخذ جزيه از آنهاست، قسمت مهم اين سوره در بررسى وضع منافقان است كه حتّى بعضى گفته اند: بهتر بود نام آن را سوره منافقون بگذارند، ايضا اشاره به توبه تاريخى سه نفر از صحابه كه از جنگ تبوك تخلف كردند شده است، با بعضى مطالب ديگر، ناگفته نماند: همه اين مطالب جريان روز بوده است.
______________________________
(1) «عن داود بن سرحان عن أبى عبد اللَّه عليه السّلام قال‏ كان الفتح فى سنة ثمان و برائه فى سنة تسع و حجة الوداع فى سنة عشر».

 

17. تفسير المراغى

سورة التوبة - سورة براءة:
عدد آيها ثلاثون و مائة، و هى مدنية، و لها أسماء كثيرة: منها الفاضحة لما تضمنته من ذكر أسرار المنافقين و أنبائهم بما فى قلوبهم من الكفر و سوء النيات، و المدمدمة و المخزية.
و قد نزل معظمها بعد غزوة تبوك، و هى آخر غزواته صلى اللّه عليه و سلم، و قد كان الاستعداد لها وقت القيظ زمن العسرة، و فى أثنائها ظهر من علامات نفاق المنافقين ما كان خفيّا من قبل.
و أولها نزل سنة تسع بعد فتح مكة، فأرسل النبي صلى اللّه عليه و سلم عليا ليقرأها على المشركين فى الموسم.
روى البخاري عن البراء بن عازب قال: آخر آية نزلت‏ «يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ» و آخر سورة نزلت براءة.
و وجه المناسبة بينها و بين ما قبلها- أنها كالمتممة لها فى معظم ما فى أصول الدين و فروعه، و فى التشريع الذي جلّه فى أحكام القتال و الاستعداد له، و أسباب النصر فيه، و أحكام المعاهدات و المواثيق من حفظها و نبذها عند وجود المقتضى لذلك، و أحكام الولاية فى الحرب و غيرها بين المؤمنين بعضهم مع بعض، و الكافرين بعضهم مع بعض، و أحوال المؤمنين الصادقين و الكفار و المذبذبين من المنافقين و مرضى القلوب، فما بدی ء به فى الأولى أتم فى الثانية- و هاك أمثله على ذلك:
(1) تفصيل الكلام فى قتال المشركين و أهل الكتاب.
(2) ذكر فى الأولى صدّ المشركين عن المسجد الحرام، و أنهم ليسوا بأوليائه، و جاء فى الثانية «ما كانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَساجِدَ اللَّهِ» إلى آخر الآيات.
(3) ذكرت العهود فى سورة الأنفال، و افتتحت سورة التوبة بتفصيل الكلام فيها.
(4) ذكر فى سورة الأنفال الترغيب فى إنفاق المال فى سبيل اللّه، و جاء ذلك بأبلغ وجه فى براءة.
(5) جاء فى الأولى ذكر المنافقين و الذين فى قلوبهم مرض- و فصل ذلك فى الثانية أتمّ تفصيل.
[تنبيه] لم يكتب الصحابة و لا من بعدهم البسملة فى أولها، لأنها لم تنزل معها كما نزلت مع غيرها من السور، و قيل رعاية لمن كان يقول إنها مع الأنفال سورة واحدة.
و قيل لأنها جاءت لرفع الأمان و الابتداء بالبسملة مذكورا فيها اسم اللّه موصوفا بالرحمة يوجبه.

 

18. تفسير الوسيط

تفسير سورة التوبة:
نقض عهود المشركين‏:
اختصت سورة التوبة أو سورة براءة المدنية النزول بترك البسملة في أولها؛ لأنها نزلت في السنة التاسعة من الهجرة في غزوة تبوك لرفع الأمان و نقض العهود مع المشركين بسبب نقض الكثيرين منهم عهودهم مع النبي صلّى اللّه عليه و سلم.

 

19. تفسير جامع

سوره توبه:
تفسير سوره توبه سوره توبه در مدينه نازل شده يكصد و بيست و نه آيه و دو هزار و چهار صد و نود و هفت كلمه و ده هزار و يكصد و هشتاد و هفت حرف است.
خلاصه مطالب و مضامين اينسوره عبارت است از اعلان آيات چند بكفار و منع آنها از دخول در مسجد الحرام و حكم قتل ايشان و تحريص مؤمنين بجهاد و انفاق نمودن در راه خدا و اوصاف يهود و نصارى و احبار و رهبانان آنها و حكم جزيه و بيان اشهر حرم و داستان جنگ حنين و توبيخ منافقين و بيان احوال ايشان و حكم صدقه دادن و زكوة و شرح حال مؤمنين.

 

20. تفسير كوثر

سوره توبه:
مشخصات و فضايل اين سوره:
اين سوره مباركه در مدينه نازل شده و همه آيات آن مدنى است جز دو آيه آخر آن كه گفته شده در مكه نازل شده است. اين سوره يك سال پس از فتح مكه يعنى در سال نهم هجرت نازل گرديد و آخرين و يا يكى از آخرين سوره هايى است كه بر پيامبر اسلام نازل شده است و آياتى از آن مربوط به جريان جنگ تبوك است كه پيش از فتح مكه اتفاق افتاد. بنابراين نمی توان گفت كه اين سوره يك جا و به صورت مجموعه نازل شده است. البته ترتيب آن مانند ترتيب سوره هاى ديگر به دستور پيامبر بوده و توقيفى است.
در كتابهاى حديثى و تفسيرى از شيعه و سنّى نقل شده كه وقتى اين سوره نازل شد و در آن اعلام برائت از مشركان و كافران بود، پيامبر خدا دستور داد كه ابو بكر چهل آيه از اوّل اين سوره را به مكه ببرد و در موسم حج در ميان جمعيت كه متشكل از مسلمانان و مشركان بود بخواند تا اعلام شود كه از اين پس مشركان حق شركت در مراسم حج را ندارند. ابو بكر كه حامل اين آيات بود به راه افتاد، پيامبر خدا على بن ابى طالب (ع) را خواند و به او دستور داد كه برود و سوره توبه را از ابو بكر بگيرد و خود آن را بخواند و فرمود: «لا يذهب بها الّا رجل منى و أنا منه» اين آيات را جز مردى كه از من است و من از اويم نبرد. على (علیه السلام) به راه افتاد و در ذو الحليفه به ابو بكر رسيد و آيات را از او گرفت و به سوى مكه رهسپار شد و در موسم حج كه همه مردم از مشركان و قبايل عرب جمع بودند، آيات را با صداى بلند قرائت كرد و بدينگونه از مشركان اعلام بيزارى شد و آنها فهميدند كه حق ندارند از سال ديگر در مراسم حج شركت كنند.
نامهاى اين سوره: سوره توبه دوازده اسم دارد كه زمخشرى آنها را به اين ترتيب ذكر كرده: التوبه، البرائة، المقشقشة، المبعثره، المشرده، المخزيه، الفاضحه، المثيرة، الحافره، المنكّلة، المدمدمة، سورة العذاب.
البته از اين نامها آنچه معروف است و در مصحف روى سوره نوشته می شود دو اسم است: توبه و برائت. بيشتر اين اسمها از خشونتى كه در اين سوره درباره مشركان وجود دارد، اخذ شده است. از حذيفه نقل شده كه گفته است: شما اين سوره را سوره توبه می ناميد و آن سوره عذاب است. به خدا قسم در اين سوره كسى نيست مگر اينكه در حق او سخن تندى گفته شده است. البته منظور حذيفه مشركان‏ و كافران و منافقان است.
نبودن بسم الله در اول اين سوره: اين سوره در ميان تمام سوره هاى قرآن، اين استثنا را دارد كه در اول آن جمله: بسم الله الرحمن الرحيم ذكر نشده است. علّت آن بگونه اى كه از حضرت على (ع) نقل شده اين است كه اين سوره با برائت و بيزارى از مشركان شروع شده و سراسر خشونت است و اين حالت با بسم الله الرحمن الرحيم تناسب ندارد چون اين جمله بيانگر رحمت خداست و رحمت خدا با نقمت و عذاب او سازگار نيست و لذا بسم الله را در اول اين سوره نياورده اند.
بعضی ها احتمال داده اند كه اين سوره با سوره انفال اتصال خاصى دارد و مطالب آنها مشابه يكديگر است و حتى گفته شده كه اين دو، يك سوره هستند و براى اينكه اين اتصال حفظ شود ميان آنها بسم الله نوشته نشد ولى اين سخن چندان محكم نيست چون ميان دو سوره فيل و ايلاف هم اتصال وجود دارد و اتصال آنها قويتر است ولى در اول سوره ايلاف بسم الله نوشته شده است.
البته روايتى نقل نشده كه شخص پيامبر دستور داده باشد كه بسم الله را در اول سوره توبه ننويسند و لذا ما نمی دانيم كه اين كار به دستور پيامبر صورت گرفته و اصلا در اول اين سوره بسم الله نازل نشده و يا صحابه در موقع جمع آورى قرآن اين كار را كرده اند و به هر حال آن علّتى كه از حضرت على (ع) نقل شد علت خوبى است.

دورنمايى از اين سوره:
سوره با اعلام بيزارى از مشركان شروع می شود و به آنان چهار ماه مهلت داده می شود كه تكليف خود را روشن كنند و به آنها و عده عذاب داده می شود و به مسلمانان دستور می دهد كه پس از تمام شدن ماههاى حرام با مشركان بجنگند مگر اينكه آنها توبه كنند و به سوى اسلام باز گردند كه بخشيده خواهند شد.
سپس تذكر می دهد كه اگر مشركى بر تو پناهنده شد به او پناه بده تا سخن خدا را بشنود سپس از شكسته شدن پيمان با مشركان خبر می دهد زيرا كه آنها پيمان خود را شكسته اند و اگر بر مسلمانان دست پيدا كنند آنها را خواهند كشت. بعد می فرمايد:
______________________________
(1)- ثواب الاعمال، ص 132.
(2)- مجمع البيان، ج 5، ص 4.

 اگر آنان توبه كردند و اقامه نماز نمودند و زكات دادند، برادران دينى شما می شوند و اگر باز عهد خود را شكستند با پيشوايان كفر بجنگيد كه آنها پيمان شكنى كرده اند و پيامبر را از خانه و كاشانه خود اخراج نموده اند و در ادامه آيات باز به خشونت در برابر مشركان فرمان می دهد.
آنگاه از تعمير مساجد سخن می گويد و اينكه مشركان حق ندارند مساجد را تعمير كنند بلكه مساجد را مؤمنان تعمير می كنند. و كارهايى را كه مشركان مكه به آن افتخار می كردند، مانند آب دادن به حاجيان و تعمير مسجد الحرام مطرح می سازد و آنها را قابل مقايسه با كار مؤمنان و مجاهدان نمی داند و به همين مناسبت اندكى درباره اين مؤمنان سخن می گويد و به آنها مژده رحمت و رضوان و بهشت می دهد و به مؤمنان دستور می دهد كه اگر پدران و برادران آنها كافر باشند آنها را به دوستى نگيرند و تهديد می كند كه اگر خويشاوندان شما و تجارت و اموال شما محبوب‏تر از خدا و پيامبرش و جهاد در راه خدا باشد، منتظر باشيد كه امر خدا برسد و خدا فاسقان را هدايت نمی كند.
در آيات بعدى از كمك خدا بر مسلمانان در موارد گوناگون از جمله در جنگ حنين می گويد و از نزول آرامش خاص خدا بر پيامبر و مؤمنان و فرود آمدن فرشتگان براى كمك به مسلمانان خبر می دهد. سپس فرمان می دهد كه از اين پس مشركان حق ندارند وارد مسجد الحرام شوند و بايد با كسانى كه ايمان به خدا و قيامت ندارند و حرام خدا را حرام نمی شمارند جنگ شود تا حقيرانه به مسلمانان جزيه بدهند.
پس از سخنانى كه درباره مشركان گفته شد، مطلب را به يهود و نصارى سوق می دهد و از اينكه يهود عزير را پسر خدا می دانستند و نصارى مسيح را و اينكه آنها علماى خودشان را به صورت ارباب خود گرفته اند، انتقاد می شود و اشاره می كند كه آنان می خواهند نور خدا را خاموش سازند ولى نور خدا خاموش شدنى نيست و خدا پيامبرش را بر تمام اديان غلبه خواهد داد و به مسلمانان خبر می دهد كه بسيارى از احبار و رهبان يا همان دانشمندان يهود و نصارى در فكر سود جويى و خوردن اموال مردم هستند و طلا و نقره جمع آورى می كنند و سدّ راه خدا می شوند.
آنگاه درباره تعداد ماهها صحبت می كند و از دوازده ماه چهار ماه را به عنوان ماههاى حرام كه جنگ در آنها جايز نيست، معرفى می كند و از «نسيئى» كه سنتى بوده در ميان عربها و ماههاى حرام را جابجا كردند انتقاد می كند و آن را فزونى در كفر می داند.
سپس مسلمانان را به جهاد در راه خدا تشويق می كند و خاطر نشان می سازد كه اگر شما پيامبر را يارى نكنيد خدا او را يارى می كند و يك نمونه آن جريان رفتن پيامبر به غار ثور بود كه در شب هجرت اتفاق افتاد. سپس به مسلمانان فرمان می دهد كه سبكبار و گرانبار به سوى جهاد بشتابند و بذل جان و مال كنند و از گروهى از مسلمانان ياد می كند كه در رفتن به جهاد سستى كردند و بهانه اى واهى آوردند و از پيامبر اجازه خواستند كه در مدينه بمانند و به پيامبر عتاب می كند كه خدا تو را بيامرزد چرا به آنها اجازه دادى و می گويد: مؤمنان واقعى اجازه بازماندن از جهاد نمی خواهند و كسانى چنين اجازه اى را می خواهند كه ايمان درست و حسابى ندارند و اگر هم اينان به جهاد بروند فقط مايه درد سر و زحمت مؤمنان خواهند بود و فتنه گرى خواهند كرد. اينان همان منافقان هستند كه اگر مسلمانان پيروز شوند ناراحت خواهند شد و اگر شكست بخورند خوشحال خواهند بود و خواهند گفت كه ما پيشتر اين شكست را پيش بينى می كرديم.
در ادامه آيات خطاب به كافران اظهار می دارد كه ما جز يكى از دو كار خوب را انتظار نداريم پيروزى يا شهادت؛ ولى شما در انتظار عذابى از سوى خدا هستيد كه از سوى خود او و يا توسط ما بر شما فرود آيد و به منافقان می فرمايد: هر چه شما هزينه كنيد مورد قبول نيست چون آنها در واقع كافر هستند و نمازشان از روى كسالت و انفاقشان از روى كراهت می باشد و به پيامبر تذكر می دهد كه افزونى مال و فرزندان آنها تو را به تعجب وادار نكند كه خدا می خواهد آنها را با ثروت و اولاد عذاب كند.
پس از اين بيان بعضى از شگردهاى منافقان را رو می كند و به مناسبتى مصارف زكات را بر می شمارد و آنگاه از منافقانى ياد می كند كه باعث اذيت پيامبر می شدند و او را به عنوان اينكه زود باور است مسخره می كردند. خدا به آنها وعده عذاب می دهد و از ترس و واهمه منافقان خبر می دهد از اينكه سوره اى نازل شود و اسرار آنها را فاش كند. سپس باز هم از كارهاى ناپسند منافقان می گويد و به آنها وعده آتش جهنم می دهد و به آنها يادآور می شود كه اخبار امتهاى پيشين را بخوانند و در نظر بگيرند و از داستانهاى قوم نوح و عاد و ثمود و قوم ابراهيم و اصحاب مدين و شهرهاى زير و رو شده عبرت بگيرند.
در برابر كفار و منافقان، از مؤمنان به نيكى ياد می كند و به آنها وعده بهشت می دهد و از پيامبر می خواهد با كفّار و منافقان شدّت عمل نشان بدهد؛ چون آنها سخن كفر به زبان می آورند و كارهاى خلاف می كنند. سخن را درباره منافقان ادامه می دهد و به پيامبر می گويد كه اگر هفتاد بار هم درباره آنها استغفار كنى خدا آنها را نخواهد آمرزيد. سپس از تخلف كنندگان از جهاد سخن می گويد و منافقان را به خاطر كار شكنی هايى كه می كنند، مورد حمله قرار می دهد و بلافاصله از مؤمنان كه جهاد با مال و جان می كنند به نيكى ياد می كند و بار ديگر آنهايى از كه از جهاد تخلف كرده اند، به باد انتقاد می گيرد و در ضمن خاطر نشان می سازد كه بر ضعيفان و بيماران و تهيدستان باكى نيست كه در جنگ شركت نكنند چون آنها آرزوى شركت در جهاد را دارند و از اينكه نمی توانند شركت كنند اشك از چشم آنها جارى می شود. در مقابل اينها كسانى هم بودند كه ثروتمند بودند و می توانستند در جهاد شركت نمايند ولى به خاطر ضعف ايمان شركت نمی كردند و با مخالفان همراهى می كردند و در برابر پيامبر بهانه می آوردند. خطاب به آنها می فرمايد: بهانه نياوريد خدا اسرار و اخبار شما را خبر می دهد و پيامبر و مؤمنان از آن با خبر خواهند شد سپس از سوگندهاى دروغ منافقان خبر می دهد و خوشنودى خود را از آن اعلام می دارد.
در آيات بعدى راجع به اعراب باديه نشين كه در كفر و نفاق سخت‏تر هستند سخن می گويد و پس از بيان بعضى از عملكردهاى آنان، از مؤمنان پيشاهنگ از مهاجرين و انصار ياد می كند و به آنها وعده بهشت می دهد سپس بار ديگر از اعراب باديه نشين كه حالت نفاق به خود گرفته بودند می گويد و در عين حال از گروهى از آنان ياد می كند كه كارهاى خوب را با كارهاى بد آميخته اند و براى آنان اميد نجات وجود دارد. آنگاه به پيامبر دستور می دهد كه از اموال مسلمانان زكات بگيرد و اموال آنها را پاك نمايد و بر آنها دعا كند كه دعاى او مايه آرامش آنان خواهد بود سپس درباره مؤمنان و كسانى ديگر كه كارشان با خداست سخن می گويد كه خدا، يا آنان را عذاب می كند و يا می بخشد.
مطلب بعدى داستان مسجد ضرار است كه شگرد ديگر منافقان براى ضربه زدن به اسلام بود. فرمان می دهد كه هرگز به آن مسجد وارد نشود؛ مسجدى ارزش دارد كه از آغاز بر اساس ايمان به خدا بنا گردد. پس از اشاره به اين جريان باز هم از مؤمنان می گويد كه جان و مال خود را به خدا فروخته اند و خدا در تورات و انجيل و قرآن به آنها وعده خير داده است و به آنها در برابر اين معامله اى كه با خدا كرده اند مژده می دهد و آن را فوزى بزرگ می نامد و بعضى از صفات برجسته مؤمنان را بر می شمارد.
در ادامه آيات خاطر نشان می سازد كه پيامبر و مؤمنان نبايد براى مشركان طلب آمرزش كنند هر چند كه خويشاوند آنها باشند و اينكه حضرت ابراهيم براى پدرش طلب آمرزش نمود، به سبب وعده اى بود كه او داده بود وقتى بر او معلوم شد كه او دشمن خداست از او تبرى كرد. (البته منظور از پدر ابراهيم در اينجا عموى ابراهيم است) پس از بيان اين مطلب، از سلطنت خدا در آسمانها و زمين می گويد و از زحمتهاى پيامبر و مهاجران و انصار كه در روزهاى سخت به اسلام يارى كردند ياد
می كند و از سه نفرى كه از جهاد با دشمن سرباز زده بودند سخن به ميان می آورد آنها كه پيامبر و مسلمانان با آنها حرف نمی زدند و زمين با همه فراخى براى آنها تنگ شده بود ولى به هر حال خداوند توبه آنها را پذيرفت و به جمع مسلمانان پيوستند.
سپس مؤمنان را سفارش به تقوا می كند و اظهار می دارد كه هيچ ناراحتى از قبيل تشنگى و گرسنگى به آنها نمی رسد، مگر اينكه عمل صالح براى آنها محسوب می شود و در نامه اعمال آنها نوشته می شود و هيچ هزينه اى نمی كنند و رنج سفر به خود هموار نمی سازند مگر اينكه خدا در مقابل آنها به آنان پاداش می دهد. آنگاه فرمان می دهد كه در موقع كوچ كردن براى جنگ، گروهى هم خود را براى فهم دين آماده كنند تا وقتى به ميان قوم خود برگشتند آنها را تبليغ نمايند.
باز هم سخن را درباره كافران سوق می دهد و به شدت عمل در برابر آنها می خواند و اشعار می دارد كه چون سوره اى از قرآن نازل شود بر ايمان مؤمنان می افزايد و پليدى كافران و كسانى را كه در دلهايشان بيمارى است چند برابر می كند و آنها كافر از دنيا می روند؛ سپس اعلام می كند كه خدا كافران و منافقان را سالى يك بار و دو بار امتحان می كند ولى آنها به خود نمی آيند و چون سوره اى نازل می شود به يكديگر نگاه می كنند و دلشان از آن سوره برگردانيده می شود چون آنها گروهى هستند كه نمی فهمند.
در پايان سوره از پيامبر اسلام ياد می كند كه همواره به فكر مسلمانان بود و به آنان علاقه داشت و مهربان بود و اين مطلب را هم اضافه می كند كه اگر كافران روى گردان شوند به آنان بگو كه خدا مرا بس است و خدايى جز او وجود ندارد به او توكل كردم و او پروردگار عرش عظيم است.

 

21. تفسير نور

سيماى سوره ى توبه:
اين سوره كه نهمين سوره ى قرآن كريم است، يكصد و بيست ونه آيه دارد و در سال نهم هجرى نازل شده است. «1» قسمت‏هايى از آن قبل از جنگ تبوك، بخشى در حال جنگ و قسمت ديگر، بعد از آن نازل شده است.
مشهورترين نام‏هاى اين سوره در روايات، «توبه» و «برائت» است. «توبه»، از آن جهت كه در اين سوره، بارها از توبه ى انسان و بازگشت لطف الهى سخن به ميان آمده است و «برائت»، بدان جهت كه اين سوره با اعلام برائت از مشركان آغاز شده است.
برخى مفسّران به خاطر ارتباط مطالب اين سوره با سوره ى «انفال»، اين سوره را دنباله ى آن دانسته وگفته اند: به همين دليل نيازى به  «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ» نداشته است، ولى به عقيده ى ما كه از اهل بيت پيامبر صلى الله عليه و آله گرفته ايم، اين سوره، مستقّل است و نداشتن‏ «بِسْمِ اللَّهِ» به خاطر لحن قهرآميز آن نسبت به مشركان است، زيرا كلمه ی  «بِسْمِ اللَّهِ»، نشان رحمت و امان است و اين سوره با اعلام تنفّر از مشركانِ پيمان شكن آغاز شده است. چنانكه حضرت على عليه السلام می فرمايد:
«بِسْمِ اللَّهِ» براى امان دادن و برائت براى رفع امان است. «2»
در اهميّت اين سوره همين بس كه رسول خدا صلى الله عليه و آله فرمود: سوره هاى برائت و توحيد، همراه با هفتاد هزار صف از فرشتگان نازل شد.
______________________________
(1). تفسير نورالثقلين.
(2). تفسير مجمع ‏البيان.

 

22. حجة التفاسير و بلاغ الإكسير

سوره توبه مدنى.
مشتمل بر: 129 آيه.
4098 كلمه.
10488 حرف.

اسامى سوره:
اين سوره را سوره «براءه» و «فاضحه» و «مقشقشه» و «سورة العذاب» و «مبعثره» و «بحوث» و «مدمدمه» و «حافره» و «مثيره» هم گفته اند (به سوره هاى أنفال و توبه، «قرينتين» هم می گويند) (تفسير مجمع البيان).
در تفسير كاشفى پنج اسم أول را ذكر كرده و «مخزيه» را هم افزوده.
در كتاب «محمّد» از محمّد رضا مصرى بنقل از صاحب تفسير كشاف دو اسم: «مشرده» و «منكله» را هم براى اين سوره ذكر كرده است.

بسمله:
اين سوره «بسمله» ندارد زيرا:
1- «بسمله» آيه رحمت و امان است و سوره براءه براى رفع امان است و از شمشير در حق مشركين و منافقين دم می زند، و آنها را رحمت و امان نيست (تفاسير).
2- محى الدين می گويد: سوره هاى مصدر به «ويل» كه كلمه عذاب است بسمله دارد، چرا اين سوره بسمله نداشته باشد؟ بعد خود او جهتى را بيان كرده (تفسير روح البيان را به بينيد).
3- قولى هم هست كه چون پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم «بسمله» را ذكر نكرده است، در أول اين سوره، «بسمله» ذكر نشده.

خلاصه آغاز سوره:
مكه در سال هشتم هجرى فتح شده است.
سوره توبه در سال نهم هجری نازل شده است. در سوره توبه به مشركين مكه اعلام شده است كه: چون پيمانى را كه در سال ششم هجرى در «حديبيه» با پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بستيد، نقض كرديد، لغو آن اعلام می شود و هم اكنون چهار ماه بشما مهلت داده می شود كه يا اسلام اختيار كنيد يا كشته می شويد. أما مشركين از اعراب بنو ضمره و بنو كنانه كه پيمان خود را نشكسته اند پيمانشان بر قوّت خود تا پايان معاهده باقى است و پس از انقضاء مدت معاهده يا بايد اسلام بياورند و يا كشته می شوند. أما مشركينى كه معاهده ندارند آنها هم در حكم معاهده كنندگان پيمان شكن‏اند.

 

23. روض الجنان و روح الجنان فى تفسيرالقرآن

سورة التّوبة:
اين سورت را سورة التّوبة نيز گويند، و آن صد و بيست و نه آيت است در كوفى، و سى در بصرى و مدنى.
قتاده و مجاهد و عثمان گفتند: مدنى است، و اين آخر سورتى است كه به مدينه فرود آمد بر رسول- صلّى اللّه عليه.
و كلماتش چهار هزار و نود و هشت كلمت است، و حروفش ده هزار و چهار صد و هشتاد و هشت حرف است.
حذيفة بن اليمان گفت: اين سورت را چگونه سورت توبه می خوانند؛ و اين سورت، سورت عذاب است! سعيد جبير گفت: عبد اللّه عبّاس را گفتم در معنى سورت توبه، گفت: اين سورت فاتحه فاضحه است و رسوا كننده، چندانى در اين سورت بيامد: و منهم و منهم، تا ما ترسيديم كه هيچ كس را رها نكنند.

 

24. سواطع الالهام فى تفسير القرآن

(سورة براءة) موردها مصر رسول اللّه (صلّی الله علیه وآله) و محصول أصول مدلولها:
ردّ عهود أهل العدول، و السلام لسامع كلام اللّه، و الإهلاك لأهل الصدود و ردعهم عمّا عمروا المركع الحرام، و ردع أهل الإسلام عمّا ودّوا أهل الأرحام العدّال، و الردع لأهل العدول عمّا وردوا الحرم و الأمر لإهلاك طلّاح أهل الطرس و عطو مالهم كلّ عام كما عهد، و سوء كلام الهود و رهط روح اللّه و ادّعاؤهم العاطل الوالع، و أحكام ألوك الرسول (صلّی الله علیه وآله).
و لوم علماء الهود لمّا أكلوا أموال العالم حلوا و ألسا، و الإصر لرهط أمسكوا سهم مال أمروا أداءه، و الأمر لعماس الروم و لوم الركاد مع إملاه والع، و رحل رسول اللّه (صلّی الله علیه وآله) مع أوّل أمراء الإسلام لهول الأعداء و عدم رحل أهل الولع و المكر لعماس الروم و رصدهم إهلاك أهل الإسلام، و حول دولهم و ردّ ما أعطوه كرها و إسماعا لأهل الإسلام لا لله و ودّه و الهادهم و لهوهم مع رسول اللّه (صلّی الله علیه وآله) و كلام اللّه، و وئام أهل الإسلام وسطهم و وصولهم للوام مراهص و إعلاء اللّه أسرار أهل المكر و ردّ إسلامهم، و الروع لرسول اللّه (صلّی الله علیه وآله) عمّا دعاهم ورام محو آصارهم و عطو ما أعطاه أهل العسر و العدم و الدعاء لهم، و اسماع هود الهوّاد و إعلاء حال رهط أسّسوا المركع مع طلاح الأسرار، و حال رهط سواهم أسّسوا المركع مع صلاح السأو لطوع اللّه، و ردع الرسول الأوّاه عمّا دعا للعدّال و سأل محو آصارهم لمّا لاح له طلاحهم و سوء مآلهم و سماع هود رهط ركدوا و ما رحلوا للعماس مع سداد الأملاه و الأمر رهط لروم العلم، و إعلاء أسرار أهل الولع و المكر و طلاحهم كلّ عصر، و رحم رسول اللّه (صلّی الله علیه وآله) لرهطه و الأمر لوكولهم مع اللّه و حسم الوصل كلّها.

 

25. فتح القدير

سورة التّوبة:
هي مائة و ثلاثون آية، و قيل: مائة و سبع و عشرون آية، و لها أسماء: منها: سورة التوبة؛ لأنّ فيها التوبة على المؤمنين؛ و تسمّى: الفاضحة لأنه ما زال ينزل فيها: و منهم، و منهم، حتى كادت أن لا تدع أحدا؛ و تسمّى: البحوث، لأنها تبحث عن أسرار المنافقين؛ و تسمّى: المبعثرة، و البعثرة: البحث؛ و تسمّى أيضا بأسماء: كالمقشقشة، لكونها تقشقش من النفاق: أي تبرئ منه؛ و المخزية: لكونها أخزت المنافقين؛ و المثيرة.
لكونها تثير أسرارهم؛ و الحافرة: لكونها تحفر عنها؛ و المنكّلة؛ لما فيها من التنكيل لهم؛ و المدمدمة؛ لأنها تدمدم عليهم.
و هي مدنية. قال القرطبي: باتفاق. و أخرج أبو الشيخ عن ابن عباس قال: نزلت براءة بعد فتح مكة.
و أخرج ابن مردويه عنه قال: نزلت سورة التوبة بالمدينة.

 

26. مجمع البيان فى تفسير القرآن

سورة التوبة مدنية و آياتها تسع و عشرون و مائة و هي مدنية كلها و قال بعضهم غير آيتين‏ «لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ» إلى آخر السورة نزلت سنة تسع من الهجرة و فتحت مكة سنة ثمان و حج رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) حجة الوداع سنة عشر و قال قتادة و مجاهد و هي آخر ما نزلت على النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) بالمدينة

عدد آيها:
هي مائة و تسع و عشرون آية كوفي و ثلاثون في الباقين‏.
اختلافها:
ثلاث آيات‏ «بَرِي‏ءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ» بصري‏ «عَذاباً أَلِيماً» شامي و «عادٍ وَ ثَمُودَ» حجازي‏.

أسماؤها عشرة:
سورة براءة سميت بذلك لأنها مفتتحة بها و نزلت بإظهار البراءة من الكفار- التوبة- سميت بذلك لكثرة ما فيها من التوبة كقوله «وَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلی  مَنْ يَشاءُ» «فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْراً لَهُمْ» «ثُمَّ تابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا»- الفاضحة- عن سعيد بن جبير قال قلت لابن عباس سورة التوبة فقال تلك الفاضحة ما زال ينزل حتى خشينا أن لا يبقى منهم أحد إلا ذكر و سميت بذلك لأنها فضحت المنافقين بإظهار نفاقهم- المبعثرة- عن ابن عباس أيضا سماها بذلك لأنها تبعثر عن أسرار المنافقين أي تبحث عنها- المقشقشة- عن ابن عباس سماها بذلك لأنها تبرئ من آمن بها من النفاق و الشرك لما فيها من الدعاء إلى الإخلاص‏
و في الحديث‏ كان يقال لسورتي (قل يا أيها الكافرون) و (قل هو الله أحد) المقشقشتان سميتا بذلك لأنهما تبرئان من الشرك و النفاق‏.
يقال قشقشه إذا برأه و تقشقش المريض من علته إذا أفاق و برأ منها- البحوث- عن أبي أيوب الأنصاري سماها بذلك لأنها تتضمن ذكر المنافقين و البحث عن سرائرهم- المدمدمة- عن سفيان بن عيينة أي المهلكة و منه قوله «فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ» - الحافرة - عن الحسن لأنها حفرت عن قلوب المنافقين ما كانوا يسترونه- المثيرة- عن قتادة لأنها أثارت مخازيهم و مقابحهم- سورة العذاب- عن حذيفة بن اليمان لأنها نزلت بعذاب الكفار و روى عاصم عن زر بن حبيش عن حذيفة قال يسمونها سورة التوبة و هي سورة العذاب فهذه عشرة أسماء.

 

27. مدارك التنزيل و حقايق التاويل

سورة التوبة مدنية و هي مائة و تسع و عشرون آية كوفي و مائة و ثلاثون غيره.

لها أسماء:
براءة، التوبة، المقشقشة، المبعثرة، المشرّدة، المخزية، الفاضحة، المثيرة، الحافرة، المنكّلة، المدمدمة، لأن فيها التوبة على المؤمنين، و هي تقشقش من النفاق أي تبرئ منه، و تبعثر عن أسرار المنافقين، و تبحث عنها، و تثيرها و تحفر عنها، و تفضحهم و تنكّلهم و تشرّدهم و تخزيهم و تدمدم عليهم، و في ترك التسمية في ابتدائها أقوال: فعن علي و ابن عباس رضي اللّه عنهم أنّ بسم اللّه أمان و براءة نزلت لرفع الأمان. و عن عثمان رضي اللّه عنه أنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كان إذا نزلت عليه سورة أو آية قال: (اجعلوها في الموضع الذي يذكر فيه كذا و كذا) و توفي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و لم يبيّن لنا أين نضعها، و كانت قصتها تشبه قصة الأنفال لأن فيها ذكر العهود، و في براءة نبذ العهود، فلذلك قرنت بينهما، و كانتا تدعيان القرينتين‏ «1»، و تعدّان السابعة من الطوال و هي سبع، و قيل اختلف أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال بعضهم: الأنفال و براءة سورة واحدة نزلت في القتال، و قال بعضهم: هما سورتان، فتركت بينهما فرجة لقول من قال هما سورتان، و تركت بسم اللّه لقول من قال هما سورة واحدة.

 

28. تفسير نمونه

سوره توبه:
1- نامهاى اين سوره:
مفسران براى اين سوره نامهاى زيادى كه بالغ بر ده نام می شود ذكر كرده اند، كه از همه معروف‏تر" برائت" و" توبه" و" فاضحه" است، و هر يك از اين نامها دليل روشنى دارد، نام" برائت" به اين جهت بر اين سوره گذارده شده كه آغاز آن برائت و بيزارى خداوند از مشركان پيمان‏شكن است.
و" توبه" به اين خاطر است كه در اين سوره سخن از" توبه" فراوان به ميان آمده، و نامگذارى به" فاضحه" به جهت آن است كه آيات مختلفى از آن موجب رسوايى و فضاحت منافقان و پرده بردارى از روى اعمالشان بوده است.

2- تاريخچه نزول سوره:
اين سوره آخرين سوره يا از آخرين سوره هايى است كه بر پيامبر (صلّی الله علیه وآله) در مدينه نازل گرديد، و همانگونه كه گفتيم داراى 129 آيه است.
آغاز نزول آن را در سال نهم هجرت می دانند، و مطالعه آيات سوره نشان می دهد كه قسمتى از آن پيش از جنگ تبوك، و قسمتى به هنگام آمادگى براى جنگ، و بخش ديگرى از آن پس از مراجعت از جنگ نازل شده است.
از آغاز سوره تا آيه 28 قبل از فرا رسيدن مراسم حج نازل گرديده، و همانطور كه شرح آن به خواست خدا خواهد آمد، آيات آغاز اين سوره كه پيرامون وضع باقيمانده مشركان بود در مراسم حج به وسيله امير مؤمنان على (علیه السلام) به مردم ابلاغ شد.

3- محتواى سوره:
از آنجا كه اين سوره به هنگام اوج گرفتن در جزيره عرب و پس از در هم شكسته شدن آخرين مقاومت مشركان نازل گرديده، محتواى آن داراى اهميت ويژه و فرازهاى حساسى است.
قسمت مهمى از آن پيرامون باقيمانده مشركان و بت پرستان و قطع رابطه با آنها، و الغاء پيمانهايى است كه با مسلمانان داشتند (بخاطر نقض مكرر اين پيمانها از طرف آنان) تا بقاياى بت پرستى براى هميشه از محيط اسلام بر چيده شود.
و از آنجا كه با گسترش اسلام و در هم شكسته شدن صفوف دشمنان عده اى تغيير چهره داده، خود را در صفوف مسلمانان جاى دادند، تا در فرصت مناسب به اسلام ضربه كارى زنند، قسمت مهم ديگرى از اين سوره از منافقان و سرنوشت آنان سخن می گويد، و به مسلمانان شديدا هشدار می دهد و نشانه هاى منافقان را بر می شمرد.
بخش ديگرى از اين سوره پيرامون اهميت جهاد در راه خدا است، زيرا در اين موقع حساس غفلت از اين موضوع حياتى باعث ضعف و عقب‏نشينى و يا شكست مسلمانان می شد.
بخش مهم ديگرى از اين سوره به عنوان تكميل بحثهاى گذشته از انحراف اهل كتاب (يهود و نصارى) از حقيقت توحيد، و انحراف دانشمندانشان از وظيفه رهبرى و روشنگرى سخن می گويد.
و نيز در آيات ديگرى به تناسب بحثهاى مربوط به جهاد، مسلمانان را به اتحاد و فشردگى صفوف دعوت می كند و متخلفين يعنى افراد سست و تنبلى كه به بهانه هاى مختلف شانه از زير بار وظيفه جهاد تهى می كردند شديدا سرزنش و ملامت و به عكس از مهاجرين نخستين و ساير مؤمنان راستين مدح و ستايش‏ می كند.
و از آنجا كه جامعه گسترده اسلامى در آن روز نيازهاى مختلفى پيدا كرده بود، كه می بايست بر طرف گردد، به همين مناسبت بحثى از زكات، و پرهيز از تراكم و كنز ثروت، و لزوم تحصيل علم، و وجوب تعليم افراد نادان را ياد آور می شود.
علاوه بر مباحث فوق، مباحث ديگرى مانند داستان هجرت پيامبر ص، مساله ماههاى حرام كه جنگ در آن ممنوع است، موضوع گرفتن جزيه از اقليت‏ها و امثال آن به تناسب مطرح گرديده است.
 6- يك واقعيت تاريخى كه بعضى سعى دارند آن را بپوشانند
تقريبا تمام مفسران و مورخان اتفاق نظر دارند كه هنگامى كه اين سوره- يا آيات نخستين آن- نازل شد و پيمانهايى را كه مشركان با پيامبر اسلام (صلّی الله علیه وآله) داشتند لغو كرد پيامبر اسلام (صلّی الله علیه وآله) براى ابلاغ اين فرمان آن را به ابو بكر داد تا در موقع حج در مكه براى عموم مردم بخواند سپس آن را گرفت و به على (علیه السلام) داد و على (علیه السلام) مامور ابلاغ آن گرديد و در مراسم حج بهمه مردم ابلاغ كرد.

 

29. تفسير مفاتيح الغيب

سورة التوبة:
مدنية إلا الآيتين الأخيرتين فمكيتان و آياتها 129 نزلت بعد المائدة سورة التوبة مائة و ثلاثة و ثلاثون قال صاحب «الكشاف»: لها عدة أسماء: براءة، و التوبة؛ و المقشقشة، و المبعثرة، و المشردة، و المخزية، و الفاضحة، و المثيرة، و الحافرة، و المنكلة، و المدمدمة، و سورة العذاب. قال لأن فيها التوبة على المؤمنين، و هي تقشقش من النفاق أي تبرئ منه، و تبعثر عن أسرار المنافقين، و تبحث عنها، و تثيرها. و تحفر عنها، و تفضحهم، و تنكل بهم، و تشردهم و تخزيهم، و تدمدم عليهم. و عن حذيفة: إنكم تسمونها سورة التوبة، و اللَّه ما تركت أحداً إلا نالت منه. و عن ابن عباس في هذه السورة قال: إنها الفاضحة ما زالت تنزل فيهم و تنال منهم حتى خشينا أن لا تدع أحداً، و سورة الأنفال نزلت في بدر، و سورة الحشر نزلت في بني النضير.

 

30. تفسير منهج الصادقين فى الزام المخالفين

سورة التوبة:
بسم اللَّه الرحمن الرحيم همه اين سوره مدنيست و نزد بعضى آنست كه دو آيه كه در آخر اين سوره است اعنى قوله تعالی:  لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ‏ الى آخر در مكه نازل گشته و از قتاده و مجاهد روايتست كه اين آخرين سوره ايست كه در مدينه فرود آمده است و نزول آن در سال نهم بود از هجرت و فتح مكه در سال هشتم از هجرت واقع شده و حضرت رسالت صلّى اللَّه عليه و آله در سال دهم از هجرت حجة الوداع فرموده و عدد آيات اين سوره صد و بيست و نه است نزد كوفى و صد و سى بعدد غير كوفى و اختلاف در سه آية است برى عمن المشركين بصرى است‏ عَذاباً أَلِيماً شامى و عاد و ثمود حجازى.

و اين سوره را اسماء متعدده از جمله:
يكى توبه است كه متضمن تكرار توبه مؤمنان است كقوله: وَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلی مَنْ يَشاءُ فان يتوبوا بك خيرا لهم ثم تاب عليهم ليتوبوا (دويم) برائة كه بمعنى بيزاريست از كفر و نفاق سيم فاضحه بمعنی فضيحت كننده اهل نفاق چهارم نخزيه يعنى رسوا كننده ايشان پنجم مقشقشه يعنى پاك كننده از نفاق ششم سورة العذاب زيرا كه در آن بحث ميفرمايد از كفر و نفاق و آن مستلزم عذابست و عاصم از زر بن حبيش روايت كرده كه حذيفه گفته كه تمسونها سورة التوبة و هى سورة العذاب يعنى اين سوره را سوره توبه نام كرده اند و حال آنكه سوره عذابست هفتم مبعثره يعنى ويران كننده و زير و زبر سازنده منافقان و كافران و يا ظاهر سازنده اسرار ايشان هشتم مشرده يعنى راننده ايشان نهم مبشره يعنى برانگيزاننده حال ايشان دهم حافره يعنى بكوفربرنده و پست و زبون‏كننده ايشان يازدهم منكله يعنى عقوبت‏ كننده ايشان با قبح وجوه دوازدهم مدمدمه يعنى هلاك سازنده ايشان سيزدهم منفره يعنى رمانيده ايشان چهاردهم بحث و بحوث يعنى بحث كننده از احوال ايشان‏.