محتوای سوره آل عمران و معرفی آن در تفاسیر

1. البحر المديد فى تفسير القرآن المجيد

سورة آل عمران‏ مدنية. و آياتها: مائتان، و قيل: مائة و سبع و ثمانون. و كلماتها: ثلاثة آلاف و أربعمائة و ثمانون كلمة، و مناسبتها لما قبلها: قوله تعالى فى أولها: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ اللَّهِ ... إلخ، فكأنه تتميم لقوله، فَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ‏، و تفسير له.

و مضمونها: توجيه العتاب لثلاث طوائف: للنصارى؛ لغلوهم فى عيسى عليه السّلام، و لامتناعهم من الدخول فى الإسلام، و بسببهم نزلت السورة، أعنى نصارى نجران، و لليهود؛ لتفريطهم فى اتباع النبي- عليه الصلاة و السلام- و للمسلمين؛ لما وقع لهم من الفشل يوم أحد، و لذلك افتتح السورة بذكر الكتب الثلاثة، إذ لو قاموا بحقوقها ما توجه لهم عتاب، فقال:
الم (1) اللَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (2) نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ وَ أَنْزَلَ التَّوْراةَ وَ الْإِنْجِيلَ (3).

 

2. التبيان فى تفسير القرآن

سورة آل عمران‏
مائتا آية في الكوفي روي عن ابن عباس و قتادة و مجاهد و جميع المفسرين أن هذه السورة مدنية و قيل ان من أولها إلى راس نيف و ستين آية نزلت في قصة وفد نجران لما جاءوا يحاجون النبي(صلی الله علیه و آله و سلم) في قول ابن اسحق و الربيع.

 

3. التحرير و التنوير

سورة آل عمران‏
سمّيت هذه السورة في كلام النبي‏ء صلّى اللّه عليه و سلم و كلام الصحابة: سورة آل عمران،
ففي «صحيح مسلم»، عن أبي أمامة: قال سمعت رسول اللّه يقول: «اقرأوا الزهراوين: البقرة و آل عمران»
و فيه عن النّوّاس بن سمعان: قال سمعت النبي‏ء يقول: «يؤتى بالقرآن يوم القيامة تقدمه سورة البقرة و آل عمران»
و روى الدارمي في «مسنده»: أنّ عثمان بن عفان قال: «من قرأ سورة آل عمران في ليلة كتب له قيام ليلة» و سمّاها ابن عباس.
في حديثه في «الصحيح». قال: «بتّ في بيت رسول اللّه فنام رسول اللّه حتى إذا كان نصف الليل أو قبله بقليل أو بعده بقليل استيقظ رسول اللّه فقرأ الآيات من آخر سورة آل عمران». و وجه تسميتها بسورة آل عمران أنّها ذكرت فيها فضائل آل عمران و هو عمران بن ماتان أبو مريم و ءاله هم زوجه حنة و أختها زوجة زكرياء النبي‏ء. و زكرياء كافل مريم إذ كان أبوها عمران توفي و تركها حملا فكفلها زوج خالتها.
و وصفها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم بالزّهراء في حديث أبي أمامة المتقدّم.
و ذكر الألوسي أنّها تسمّى: الأمان، و الكنز، و المجادلة، و سورة الاستغفار. و لم أره لغيره، و لعلّه اقتبس ذلك من أوصاف وصفت بها هذه السورة ممّا ساقه القرطبي، في المسألة الثالثة و الرابعة، من تفسير أول السورة.
و هذه السورة نزلت بالمدينة بالاتّفاق، بعد سورة البقرة، فقيل: إنّها ثانية لسورة البقرة على أنّ البقرة أول سورة نزلت بالمدينة، و قيل: نزلت بالمدينة سورة المطفّفين أولا، ثم البقرة، ثم نزلت سورة آل عمران، ثم نزلت الأنفال في وقعة بدر، و هذا يقتضي: أنّ سورة آل عمران نزلت قبل وقعة بدر، للاتّفاق على أن الأنفال نزلت في وقعة بدر، و يبعد ذلك أنّ سورة آل عمران اشتملت على التذكير بنصر المسلمين يوم بدر، و أنّ فيها ذكر يوم‏ أحد، و يجوز أن يكون بعضها نزل متأخّرا. و ذكر الواحدي في أسباب النزول، عن المفسّرين: أنّ أول هذه السورة إلى قوله: وَ نَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ‏ [آل عمران: 84] نزل بسبب وفد نجران، هو وفد السيد و العاقب، أي سنة اثنتين من الهجرة، و من العلماء من قالوا:
نزلت سورة آل عمران بعد سورة الأنفال، و كان نزولها في وقعة أحد، أي شوال سنة ثلاث، و هذا و أقرب، فقد اتفق المفسّرون على أنّ قوله تعالى: وَ إِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقاعِدَ لِلْقِتال  [آل عمران: 121] أنّه قتال يوم أحد. و كذلك قوله: وَ ما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلی  أَعْقابِكُمْ‏ [آل عمران: 144] فإنّه مشير إلى الإرجاف يوم أحد بقتل النبي‏ء صلّى اللّه عليه و سلم.
و يجوز أن يكون أولها نزل بعد البقرة إلى نهاية ما يشير إلى حديث و فد نجران، و ذلك مقدار ثمانين آية من أولها إلى قوله: وَ إِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ‏ [آل عمران: 121] قاله القرطبي في أول السورة، و في تفسير قوله: ما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتابَ‏ [آل عمران:79] الآية.
 و قد تقدم القول في صدر سورة الفاتحة: إنّنا بينا إمكان تقارن نزول سور عدّة في مدة واحدة، فليس معنى قولهم: نزلت سورة كذا بعد سورة كذا، مرادا منه أنّ المعدودة نازلة بعد أخرى أنّها ابتدئ نزولها بعد انتهاء الأخرى، بل المراد أنّها ابتدئ نزولها بعد ابتداء نزول التي سبقتها.
و قد عدت هذه السورة الثامنة و الأربعين في عداد نزول سور القرآن.
و عدد آيها مائتان في عدّ الجمهور و عددها عند أهل العدد بالشام مائة و تسع و تسعون.
و اشتملت هذه السورة، من الأغراض: على الابتداء بالتنويه بالقرآن، و محمد صلّى اللّه عليه و سلم، و تقسيم آيات القرآن، و مراتب الأفهام في تلقّيها، و التنويه بفضيلة الإسلام و أنّه لا يعدله دين، و أنّه لا يقبل دين عند اللّه، بعد ظهور الإسلام، غير الإسلام، و التنويه بالتوراة و الإنجيل، و الإيماء إلى أنّهما أنزلا قبل القرآن، تمهيدا لهذا الدين فلا يحقّ للناس، أن يكفروا به، و على التعريف بدلائل إلاهية اللّه تعالى، و انفراده، و إبطال ضلالة الذين اتّخذوا آلهة من دون اللّه: من جعلوا له شركاء، أو اتّخذوا له أبناء، و تهديد المشركين بأنّ أمرهم إلى زوال، و ألّا يغرّهم ما هم فيه من البذخ، و أنّ ما أعدّ للمؤمنين خير من ذلك، و تهديدهم بزوال سلطانهم، ثم الثناء على عيسى- عليه السلام- و آل بيته، و ذكر معجزة ظهوره، و أنّه مخلوق للّه، و ذكر الذين آمنوا به حقا. و إبطال إلاهية عيسى، و من ثمّ أفضی
إلى قضية وفد نجران و لجاجتهم، ثم محاجّة أهل الكتابين في حقيقة الحنيفية و أنّهم بعداء عنها، و ما أخذ اللّه من العهد على الرسل كلّهم: أن يؤمنوا بالرسول الخاتم، و أنّ اللّه جعل الكعبة أول بيت وضع للناس، و قد أعاد إليه الدين الحنيف كما ابتدأه فيه، و أوجب حجّه على المؤمنين، و أظهر ضلالات اليهود، و سوء مقالتهم، و افترائهم في دينهم و كتمانهم ما أنزل إليهم. و ذكّر المسلمين بنعمته عليهم بدين الإسلام، و أمرهم بالاتّحاد و الوفاق، و ذكّرهم بسابق سوء حالهم في الجاهلية، و هوّن عليهم تظاهر معانديهم من أهل الكتاب و المشركين، و ذكّرهم بالحذر من كيدهم و كيد الذين أظهروا الإسلام ثم عادوا إلى الكفر فكانوا مثلا لتمييز الخبيث من الطيب، و أمرهم بالاعتزاز بأنفسهم، و الصبر على تلقّي الشدائد، و البلاء، و أذى العدوّ، و وعدهم على ذلك بالنّصر و التأييد و إلقاء الرعب منهم في نفوس عدوّهم، ثم ذكّرهم بيوم أحد، و يوم بدر، و ضرب لهم الأمثال بما حصل فيهما، و نوّه، بشأن الشهداء من المسلمين، و أمر المسلمين بفضائل الأعمال: من بذل المال في مواساة الأمة، و الإحسان، و فضائل الأعمال، و ترك البخل، و مذّمة الربا و ختمت السورة بآيات التفكير في ملكوت اللّه.
و قد عملت أنّ سبب نزول هذه السورة قضية وفد نجران من بلاد اليمن. و وفد نجران هم قوم من نجران بلغهم مبعث النبي‏ء صلّى اللّه عليه و سلم، و كان أهل نجران متديّنين بالنصرانية، و هم من أصدق العرب تمسّكا بدين المسيح، و فيهم رهبان مشاهير، و قد أقاموا للمسيحية كعبة ببلادهم هي التي أشار إليها الأعشى حين مدحهم بقوله:
فكعبة نجران حتم عليك حتّى تناخي بأبوابها فاجتمع وفد منهم يرأسه العاقب- فيه ستون رجلا- و اسمه عبد المسيح، و هو أمير الوفد، و معه السّيّد و اسمه الأيهم، و هو ثمال القوم و ولي تدبير الوفد، و مشيره و ذو الرأي فيه، و فيهم أبو حارثة بن علقمة البكري، و هو أسقفّهم و صاحب مدراسهم و وليّ دينهم، و فيهم أخو أبي حارثة، و لم يكن من أهل نجران، و لكنّه كان ذا رتبة: شرّفه ملوك الروم و موّلوه. فلقوا النبي‏ء صلّى اللّه عليه و سلم، و جادلهم في دينهم، و في شأن ألوهية المسيح، فلمّا قامت الحجة عليهم أصرّوا على كفرهم و كابروا، فدعاهم النبي‏ء صلّى اللّه عليه و سلم إلى المباهلة، فأجابوا ثم استعظموا ذلك، و تخلّصوا منه، و رجعوا إلى أوطانهم، و نزلت بضع و ثمانون آية من أول هذه السورة في شأنهم كما في «سيرة ابن هشام» عن ابن إسحاق. و ذكر ذلك الواحدي و الفخر، فمن ظنّ من أهل السير أنّ وفد نجران وفدوا في سنة تسع فقد و هم و هما انجرّ إليه من اشتهار سنة تسع بأنّها سنة الوفود. و الإجماع على أنّ سورة آل عمران من أوائل المدنيّات، و ترجيح أنّها نزلت في وفد نجران يعيّنان أنّ وفد نجران كان قبل سنة الوفود.

 

4. التفسير القرآنى للقرآن

سورة آل عمران‏
اسمها: سورة آل عمران، و من أسمائها: «الزهراء». و تسمى هى و البقرة: الزهراوين.
نزولها: نزلت بالمدينة .. بعد البقرة، و الأنفال.
عدد آياتها: مائتا آية.
عدد كلماتها: ثلاثة آلاف و أربعمائة و ثمانون كلمة.
عدد حروفها: أربعة عشر ألفا و خمسمائة و خمسة و عشرون حرفا.

 

5. التفسير المنير فى العقيدة و الشريعة و المنهج

سورة آل عمران‏
هي السّورة الثالثة، و هي سورة مدنيّة و آياتها مائتان. نزلت بعد الأنفال

مدى صلتها بسورة البقرة:
هناك أوجه اتّصال و شبه و مقارنة بين السورتين: البقرة و آل عمران، و هي ما يأتي:
1- موقف الناس من القرآن: بدئت السورتان بذكر القرآن (أو الكتاب) و حدد موقف الناس منه، ففي البقرة: ذكر حال المؤمنين و غير المؤمنين به، و في آل عمران: ذكر موقف الزائغين الذين يتصيّدون ما تشابه منه، ابتغاء الفتنة و ابتغاء تأويله، و موقف الرّاسخين في العلم الذين يؤمنون بمحكمه و متشابهه، قائلين: كلّ من عند ربّنا.
2- عقد التّشابه بين خلق آدم و خلق عيسى: ففي البقرة تذكير بخلق آدم، و في آل عمران تذكير بخلق عيسى، و تشبيه الثاني بالأول في خلق غير معتاد.
3- محاجّة أهل الكتاب: في السورة الأولى: إفاضة في محاجّة اليهود و بيان عيوبهم و نقائصهم و نقضهم العهود، و في الثانية: إيجاز في محاجّة النصارى، لتأخرهم في الوجود عن اليهود.
4- تعليم صيغة الدّعاء في ختام كلّ منهما: في الأولى دعاء يناسب بدء الدّين و يمسّ أصل التّشريع و بيان خصائصه في قلّة التّكاليف و دفع الحرج و الأخذ باليسر و السماحة، و في الثانية: دعاء بالتّثبيت على الدّين و قبول دعوة اللّه إلى الإيمان، و طلب الثواب عليه في الآخرة.
5- إثبات الفلاح للمؤمنين: ختمت السورة الثانية بقوله تعالى: وَ اتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ‏ و هو ما بدئت به السّورة الأولى بقوله تعالى واصفا المؤمنين: أُولئِكَ عَلی  هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ‏.

ما اشتملت عليه السورة:
تضمّنت هذه السّورة الكلام على جانبي العقيدة و التّشريع، أما العقيدة:
فقد أثبتت الآيات وحدانية اللّه، و النّبوة، و صدق القرآن، و إبطال شبهات أهل الكتاب حول القرآن و النّبي محمد صلّى اللّه عليه و سلّم، و إعلان كون الدّين المقبول عند اللّه هو الإسلام، و مناقشة النصارى في شأن المسيح و ألوهيته و التكذيب برسالة الإسلام، و استغرقت المناقشة قرابة نصف السورة، كما استغرقت سورة البقرة ما يزيد عن ثلثها في مناقشة اليهود و تعداد قبائحهم و جرائمهم، بالإضافة إلى ما تضمنته هذه السّورة من تقريعاتهم، و التحذير من مكائد أهل الكتاب.
و أما التّشريع: فقد أبانت الآيات بعض أحكام الشرع مثل فرضية الحج و الجهاد و تحريم الرّبا و جزاء مانع الزّكاة، و بعض الدروس و العبر و العظات من غزوتي بدر و أحد، و التّنديد بمواقف أهل النّفاق.
ثم ختمت السورة بما يناسب الجانبين، فطالبت بالتّفكير و التّدبّر في خلق السّموات و الأرض و ما فيهما من عجائب و أسرار، و أوصت بالصبر على الجهاد و المرابطة في سبيل اللّه، ليحظى الإنسان برتبة الفلاح: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَ صابِرُوا وَ رابِطُوا وَ اتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ‏.

سبب التّسمية:
سميت السورة سورة آل عمران لإيراد قصة أسرة عمران والد مريم أم عيسى فيها، و إعداد مريم التي نذرتها أمها للعبادة، و تسخير اللّه الرّزق لها في المحراب‏ و اصطفائها و تفضيلها على نساء عالمي زمانها، و تبشيرها بإنجاب عيسى صاحب المعجزات‏ و سميت آل عمران و البقرة بالزّهراوين؛ لأنّهما النّيّرتان الهاديتان قارئهما للحقّ بما فيهما من أنوار، أي معان، أو لما يترتب على قراءتهما من النور التام يوم القيامة، أو لأنهما اشتركتا فيما تضمنه اسم اللّه الأعظم،
روى أبو داود و ابن ماجه و غيرهما عن أسماء بن يزيد أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال: «إن اسم اللّه الأعظم في هاتين الآيتين: وَ إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ‏، و التي في آل عمران: اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ‏».

 

6. التفسير الوسيط للقرآن الكريم

تعريف بسورة آل عمران‏
سورة آل عمران هي السورة الثالثة في ترتيب المصحف؛ إذ تسبقها في الترتيب سورتا الفاتحة و البقرة.
و تبلغ آياتها مائتي آية. و هي مدنية باتفاق العلماء.
و سميت بسورة آل عمران، لورود قصة آل عمران بها بصورة فيها شي‏ء من التفصيل الذي لا يوجد في غيرها.
و المراد بآل عمران عيسى، و يحيى و مريم، و أمها. و المراد بعمران والد مريم أم عيسى عليه السّلام.
و قد ذكر العلماء أسماء أخرى لهذه السورة منها:
أنها تسمى بسورة الزهراء، لأنها كشفت عما التبس على أهل الكتاب من شأن عيسى- عليه السّلام-.
و تسمى بسورة الأمان، من تمسك بها أمن الغلط في شأنه.
و تسمى بسورة الكنز لتضمنها الأسرار التي تتعلق بعيسى عليه السّلام.
و تسمى بسورة المجادلة، لنزول أكثر من ثمانين آية منها في شأن مجادلة الرسول صلّى اللّه عليه و سلّم لوفدى نصارى نجران.
و تسمى بسورة طيبة، لجمعها الكثير من أصناف الطيبين في قوله- تعالى- الصَّابِرِينَ وَ الصَّادِقِينَ وَ الْقانِتِينَ وَ الْمُنْفِقِينَ وَ الْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحارِ.
........

هذا و نستطيع بعد هذا العرض الإجمالى لأهم المقاصد التي اشتملت عليها سورة آل عمران أن نستخلص ما يأتى:
أولا: أن السورة الكريمة قد اهتمت بإثبات وحدانية اللّه- تعالى- و إقامة الأدلة الساطعة على ذلك، و إثبات أن الدين الحق الذي ارتضاه اللّه تعالى- لعباده هو دين الإسلام، الذي أرسل به نبيه محمدا صلّى اللّه عليه و سلّم.
و قد ساقت السورة الكريمة لإثبات هذه الحقائق آيات كثيرة منها قوله تعالى: اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ*.
و قوله- تعالى: شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَ الْمَلائِكَةُ وَ أُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ. لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ. إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ‏.
و قوله- تعالى: وَ مَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ، وَ هُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ‏.
ثانيا: أن السورة الكريمة قد فصلت الحديث عن أحوال أهل الكتاب، بأسلوب مقنع حكيم يحق الحق و يبطل الباطل.
فأنت إذا طالعتها بتدبر تراها تارة تتحدث عن الكفر الذي ارتكسوا فيه بسبب اختلافهم و بغيهم. وَ مَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ‏.
و تارة تتحدث عن نبذهم لكتاب اللّه و تحاكمهم إلى غيره. أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يُدْعَوْنَ إِلی  كِتابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَ هُمْ مُعْرِضُونَ‏.
و تارة توبخهم على كفرهم بآيات اللّه. و على مجادلتهم بالباطل، و على سوء أدبهم مع اللّه- تعالى- و على نقضهم لعهودهم و مواثيقهم، و على كتمانهم لما أمرهم اللّه بإظهاره من حقائق.
و قد توعدتهم السورة الكريمة بسوء العذاب بسبب هذه الرذائل و المنكرات‏ وَ إِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَ لا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَراءَ ظُهُورِهِمْ وَ اشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِيلًا فَبِئْسَ ما يَشْتَرُونَ‏.
و تارة تحذر المؤمنين من شرورهم فتقول: لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ وَ لَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَ مِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذىً كَثِيراً وَ إِنْ تَصْبِرُوا وَ تَتَّقُوا فَإِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ.
و لا تغفل السورة الكريمة عن مدح من يستحق المدح منهم، لأن القرآن الكريم لا يذم إلا من يستحق الذم، فقد قال- تعالى- لَيْسُوا سَواءً مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ أُمَّةٌ قائِمَةٌ يَتْلُونَ آياتِ اللَّهِ آناءَ اللَّيْلِ وَ هُمْ يَسْجُدُونَ‏.
و قال- تعالى- وَ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ، وَ مِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينارٍ لا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا ما دُمْتَ عَلَيْهِ قائِماً.
و قال- تعالى-: مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَ أَكْثَرُهُمُ الْفاسِقُونَ‏.
هذا جانب من حديث سورة آل عمران عن أهل الكتاب، و هو حديث يكشف عن حقيقتهم حتى يكون المؤمنون على بينة من أمرهم.
و قد تحدثت السورة. أيضا عن المشركين و عن المنافقين إلا أن حديثها عن أهل الكتاب كان أكثر و أشمل.
ثالثا: أن السورة الكريمة قد اهتمت اهتماما بارزا بتربية المؤمنين بتربية ينالون باتباعها النصر و السعادة في الدنيا و الفوز و الفلاح في الآخرة.
فقد وجهت إليهم سبعة نداءات أمرتهم فيها بتقوى اللّه، و بالصبر و المصابرة و المرابطة، و نهتهم عن طاعة الكافرين، و عن التشبه بهم، و عن اتخاذهم أولياء كما نهتم عن تعاطى الربا و عن كل ما يتنافى مع آداب دينهم و تعاليمه.
و هذه النداءات السبعة تراها في قوله تعالى:
1- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ كافِرِينَ‏
2- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِه
3- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبالًا
4- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا الرِّبَوا أَضْعافاً مُضاعَفَةً.
5- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلی  أَعْقابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خاسِرِينَ‏.
6- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَ قالُوا لِإِخْوانِهِمْ إِذا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كانُوا غُزًّى لَوْ كانُوا عِنْدَنا ما ماتُوا وَ ما قُتِلُوا
7- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَ صابِرُوا وَ رابِطُوا.
و بجانب هذه النداءات التي اشتملت على أسمى ألوان التربية الفاضلة، و التوجيه القويم .. نرى السورة الكريمة تسوق للمؤمنين في آيات كثيرة منها ما يهدى بهم إلى الخير و الرشاد و يبعدهم عن الشر و الفساد. فهي تحكى لهم ألوانا من الدعوات التي يتضرع بها الأخيار من الناس لكي يتأسوا بهم. و تبين لهم أن حب الشهوات طبيعة في الناس إلا أن العقلاء منهم يجعلون حبهم لما يرضى اللّه فوق أى شي‏ء آخر. و تحرضهم على الاعتصام بحبل اللّه و تحثهم على المسارعة إلى الأعمال الصالحة التي توصلهم إلى رضا اللّه.
إلى غير ذلك من التوجيهات الحكيمة التي زخرت بها سورة آل عمران و التي من شأنها أن تزيد المؤمنين إيمانا مع إيمانهم، و أن تهديهم إلى الصراط المستقيم.
رابعا: أن السورة الكريمة عرضت أحداث غزوة أحد عرضا حكيما زاخرا بالعظات و العبر و فصلت الحديث عنها تفصيلا لا يوجد في غيرها من السور، و ساقت ما دار فيها بأسلوب بليغ مؤثر يخاطب العقول و العواطف، و يكشف عن خفايا القلوب و نوازعها، و طوايا النفوس و خواطرها، و يعالج الأخطاء التي وقع فيها بعض المسلمين حتى لا يعودوا لمثلها و يشجعهم على المضي في طريق الجهاد حتى لا يؤثر في عزيمتهم ما حدث لهم في أحد، و يبشرهم بأن اللّه- تعالى- قد عفا عمن فر منهم، و يذكرهم بمظاهر فضل اللّه عليهم خلال المعركة و بعدها، و يبصرهم بسنن اللّه التي لا تتخلف، و بقوانينه التي لا تتبدل، و بتعاليمه التي من سار عليها أفلح و انتصر، و من أعرض عنها خاب و خسر فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَ لَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا.
أما بعد، فهذا عرض إجمالى لسورة آل عمران رأينا أن نسوقه قبل البدء في التفسير المفصل لآياتها، و لعلنا بذلك نكون قد قدمنا تعريفا موجزا نافعا عن هذه السورة الكريمة يعين على فهم بعض أسرارها و مقاصدها و توجيهاتها.

 

7. بيان المعانى

سورة آل عمران
نزلت في المدينة بعد سورة الأنفال و هي مئتان و ثلاثة آلاف آية، و أربعمائة و ثمانون كلمة، و أربعة عشر ألفا و خمسمائة و عشرون حرفا. لا نظير لها في عدد الآي. و نظائرها فيما بدئت به تقدم بيانها في سورة الأعراف.

 

8. تفسير اثنا عشرى

سوره آل عمران
اين سوره مباركه به اتفاق جميع مفسران مدنى است.
عدد آيات آن: 200 است نزد اكثر مفسران.
عدد كلمات آن: 4480 كلمه.
عدد حروف آن: 14525 حرف است.

 

9. تفسير احسن الحديث

سوره مباركه  آل عمران
1- طبرسى و ديگران را عقيده بر اين است كه: آل عمران سومين سوره اى است كه بعد از سوره انفال در مدينه نازل گرديده است، در ترتيب فعلى قرآن مجيد سوره سوم است اين سخن در مقدّمه گفته شد ولى شايد منظور آن باشد كه در ترتيب فعلى قرآن آل عمران سومين سوره است چنان كه بعدا خواهد آمد.
2- تعداد آيات آن باتفاق همه، دويست آيه است، مگر در قرائت شامى كه صد و نود نه (199) است، ولى دويست بودن نزد ما اعتبار دارد، زيرا بوسيله عاصم بن ابى النجود بامير المؤمنين عليه السّلام می رسد چنان كه در اول بقره گفته شد. بنقل تفسير خازن اين سوره داراى سه هزار و چهارصد و هشتاد (3480) كلمه و چهارده هزار و پانصد و بيست (14520) حرف است.
3- نامگذارى به «آل عمران» ظاهرا بعلت آمدن ماجراى نذر همسر عمران، ولادت مريم و ولادت عيسى عليه السّلام در اين سوره است و از باب تسميه كل باسم جزء می باشد، روايات شيعه و اهل سنت حاكى است كه در زمان رسول خدا صلّى اللَّه عليه و آله با همين نام خوانده شده است، در مجمع البيان نقل شده آن حضرت فرمود:
سوره بقره و سوره آل عمران را ياد بگيريد كه دو نور افشانند، بر سر قرائت كننده روز قيامت سايه می افكند ...
«قال: رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و آله  تعلموا سورة البقرة و سوره آل عمران فانهما الزهراوان و انهما تظلّان صاحبهما يوم القيامة ...»
4- سوره مباركه بى شك مدنى است، طبرسى رحمه اللَّه فرموده: همه مفسران چنين گفته اند، و علاوه آيات سوره، گواه صدق اين مدعا است.
5- مشكل است بگوئيم: همه سوره بيكبار نازل گشته است، مثلا مقدارى از آيات آن در رابطه با جنگ تاريخى «احد» می باشد كه در اواخر سال سوم هجرت اتفاق افتاده است، على هذا بايد اين سوره در اواخر همان سال نازل شده باشد، از طرف ديگر حدود هشتاد آيه راجع بجريان آل عمران و آمدن هيأت نجرانى بمدينه و مباهله با آنهاست.
ابن اثير در تاريخ كامل تصريح كرده كه مباهله با نصارى در سال دهم هجرت واقع گرديد و آن روز 24 ذو الحجة، شش روز بعد از جريان مقدس غدير خمّ بود و از عمر آن حضرت فقط دو ماه و چهار روز باقى مانده بود، از گفته طبرسى در «اعلام الورى» و از تاريخ يعقوبى نيز چنين معلوم می شود، على هذا حدود هشتاد آيه در اين رابطه بايد در سال دهم نازل شده باشد.
اما ابن اسحاق در سيره خود كه سيره ابن هشام نام دارد، مباهله را در اوائل هجرت نقل كرده است‏ «1».
طبرسى رحمه اللَّه فرموده: محمّد بن اسحاق و كلبى و ربيع ابن انس گفته اند:
اوائل سوره تا هشتاد و چند آيه درباره هيات نجرانى نازل شده است كه بمدينه آمدند از اين كلمه بنظر می آيد كه طبرسى قول ابن اسحاق را پذيرفته است، بهر حال بايد گفت: اين سوره بتدريج در موارد لزوم نازل گشته و بدستور رسول خدا صلّى اللَّه عليه و آله، آيات آن رويهم گذاشته شده، تا يك سوره تشكيل گرديده است.
الميزان نظر می دهد كه شايد اين سوره بيكبار نازل شده باشد زيرا آيات آن داراى نظم و نسق واحدى است، گفته ابن اسحاق كه اوائل سوره درباره هيات نجران نازل گرديده بنظر الميزان اجتهاد از جانب خود اوست. ناگفته نماند:
______________________________
(1) سيره ابن هشام ج 1.

فرموده الميزان در صورتى قابل قبول است كه مباهله در اوائل هجرت اتفاق افتاده باشد.
6- اين سوره با قيوميت و سرپرستى خدا شروع می شود، نظر قرآن را درباره تورات و انجيل بيان می دارد، جريان ولادت عيسى را بررسى می كند، كسانى را كه عيسى را خدا يا پسر خدا می دانستند به مباهله می خواند، اشكالهايى را كه يهود و نصارى بر قرآن و اسلام داشتند نقل و جواب می دهد، بجنگ بدر اشاره می كند و به تحليل جنگ احد و علل شكست مسلمين می پردازد، مسلمانان را دعوت باتّحاد و لا تَفَرَّقُوا می كند، با فرمان‏ لا تَتَّخِذُوا بِطانَةً مِنْ دُونِكُمْ‏ از جريان «عوامل نفوذى» بر حذر می دارد و در آخر توجّه بخدا و اتّحاد در دين را دواى دردها معرّفى می كند.
بنظر می آيد: غرض عمده سوره، تحكيم موضع مسلمين، رفع اشكالات يهود و نصارى، دعوت بوحدت و توجه دادان بخدا است، در اين بين، دريايى از حقائق و واقعيتها در اين سوره مورد نظر خداوندى است كه در دسترس انسانها قرار داده شده است‏

 

10. تفسير المراغى

سورة آل عمران‏
هذه السورة مدنية، و عدد آياتها مائتان باتفاق العادّين.
و وجه اتصالها بما قبلها أمور:
(1) إن كلا منهما بدئ بذكر الكتاب و حال الناس في الاهتداء به- فقد ذكر فى الأولى من آمن به و من لم يؤمن به و المذبذبين بين ذلك، و في الثانية طائفة الزائغين الذين يتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة، و طائفة الراسخين في العلم الذين يؤمنون بمحكمه و متشابهه، و يقولون كل من عند ربنا.
(2) إن في الأولى تذكيرا بخلق آدم، و في الثانية تذكيرا بخلق عيسى، و تشبيه الثاني بالأول في أنه جرى على غير سنة سابقة في الخلق.
(3) إن في كل منهما محاجة لأهل الكتاب، لكن في الأولى إسهاب في محاجة اليهود و اختصار في محاجة النصارى، و في الثانية عكس هذا، لأن النصارى متأخرون فى الوجود عن اليهود، فليكن الحديث معهم تاليا في المرتبة للحديث الأول.
(4) إن في آخر كل منهما دعاء، إلا أن الدعاء في الأولى ينحو نحو طلب النصر على جاحدى الدعوة و محاربى أهلها، و رفع التكليف بما لا يطاق، و هذا مما يناسب بداءة الدين، و الدعاء في الثانية يرمى إلى قبول دعوة الدين و طلب الجزاء على ذلك في الآخرة.
(5) إن الثانية ختمت بما يناسب بدء الأولى كأنها متممة لها، فبدئت الأولى بإثبات الفلاح للمتقين، و ختمت هذه بقوله: «وَ اتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ».

 

11. تفسير الوسيط

تفسير سورة آل عمران‏
صفات اللّه و إنزال الكتب الإلهية
افتتح اللّه تعالى أول سورة آل عمران المدنية النزول ببيان صفاته العليا، و قدرته الخارقة، و علمه الدقيق الشامل، و خلقه بني آدم و رعايته لهم، و إنزاله الكتب الإلهية لترشد الناس إلى طريق الحق و الخير، و تهديهم إلى الصراط المستقيم‏.

 

12. تفسير جامع

سوره آل عمران‏
در مدينه نازل شده و نزول آن بعد از انفال بوده سوره آل عمران در مدينه نازل شده و دويست آيه ميباشد و سه هزار و چهار صد و هشتاد كلمه و چهارده هزار و پانصد و بيست و پنج حرف است

13. تفسیر كوثر

سوره آل عمران‏
مشخصات و فضيلت اين سوره
اين سوره در مدينه نازل شده و داراى 200 آيه است و دومين سوره طولانى قرآن می باشد. و علت نامگذارى آن به «آل عمران» آمدن اين نام در اين سوره است كه در آيه 33 اين سوره آمده است. فضائلى براى خواندن اين سوره وارد شده از جمله اينكه ابى بن كعب از پيامبر (ص) نقل كرده كه فرمود: هر كس سوره آل عمران را بخواند در مقابل هر آيه آن، امانى در سر پل جهنم به او داده می شود. و نيز بريده نقل می كند كه پيامبر فرمود: سوره بقره و سوره آل عمران را يادبگيريد كه اين دو سوره همچون دو غنچه هستند و آنها در روز قيامت بر سر خواننده خود سايه می اندازند.
اين دو روايت به اضافه چند روايت ديگر در تفسير مجمع البيان نقل شده. بايد دانست كه چنين روايتهايى جهت تشويق مردم براى خواند قرآن وارد شده و اگر سند آنها ضعيف هم باشد چندان اهميتى ندارد.

دورنماى اين سوره
اين سوره پس از حروف مقطعه با نام خدا آغاز می شود و درباره قرآن و آيات محكم و متشابه آن سخن می گويد آنگاه بحثهايى راجع به كافران دارد و از خواستنيهاى اين جهان و آن جهان سخن به ميان می آورد و ضمن بيان بعضى از ويژگيها بندگان خوب خدا، اظهار می دارد كه دين بر حق نزد خدا اسلام است. آنگاه بار ديگر از كافران و بخصوص اهل كتاب و غرور دينى يهود صحبت می كند و در ادامه، سلطنت و عزت و ذلت را مطرح می سازد و اينكه اين امور در دست خداست. و با اشاره به تجسم اعمال در روز قيامت، مردم را به اطاعت از پيامبر اسلام می خواند.
در قسمت بعدى داستان زكريا و مريم و كراماتى كه مريم داشت آمده و به همين مناسبت از معجزات عيسى سخن می گويد و در برابر نصاراى نجران پيشنهاد مباهله می دهد و بالاخره از اهل كتاب می خواهد كه در مشتركات اديان جبهه واحدى در برابر مشركان تشكيل بدهند. و بارديگر بعضى از كارشكنيها و شيطنتهاى اهل كتاب و بخصوص يهود را برمی شمارد و از اخذ پيمان از پيامبران كه پيامبر اسلام را معرفى كنند، صحبت می نمايد و اينكه هيچ دينى جز اسلام پذيرفته نيست. آنگاه از گروهى كه مرتد شدند و بعضى از آنها دوباره به آغوش اسلام بازگشتند سخن می گويد. و ضمن صحبت مجدد از اهل كتاب، در مورد ابراهيم و كعبه و اينكه حج خانه خدا براى كسانى كه توانايى مسافرت آنجا را دارند واجب است، مطلب را ادامه می دهد و يك بار ديگر راجع به اهل كتاب نكاتى را می آورد.
آنگاه مؤمنان را مخاطب قرار می دهد و از آنها می خواهد كه همگى به ريسمان خدا چنگ بزنند و امر به معروف و نهى از منكر كنند و از هر گونه اختلاف و تفرقه بپرهيزند و اختلاف افكنان را با عذاب بزرگ تهديد می كند سپس از ذلت و خوارى يهود كه همواره با آنها خواهد بود، سخن به ميان می آورد و خوبان و بدان اهل كتاب را از هم جدا می كند و بعضى از شگردهاى آنان را آشكار می سازد و از جنگ بدر و احد و كمكهاى غيبى در آن جنگ سخن می گويد.
در فصل ديگر از آيات اين سوره، مؤمنان را از رباخوارى برحذر می دارد و آنان را به اطاعت خدا و پيشى گرفتن در امور خير فرا می خواند و بعضى از اوصاف اخلاقى را تذكر می دهد و بار ديگر از جنگ ميان مسلمانان و كفار و رنجهايى كه بر مسلمانان وارد شد صحبت می كند و يادآور می شود كه پيروزى و شكست همواره دست به دست می گردد و اين براى امتحان و نيز ريختن ناخالصيهاى مؤمنان است. آنگاه از محمد(صلی الله علیه و آله و سلم) ياد می كند و مسلمانان را از اينكه بعد از مرگ او سير قهقرايى كنند برحذر می دارد و نيز از سستيهاى بعضى از مسلمانان در جنگ می گويد و كشته شدن در راه خدا را می ستايد. آنگاه از اينكه پيامبر اسلام با مردم مهربان بود سخن به ميان می آورد و با نعمت وجود پيامبر اسلام بر مؤمنان منت می گذارد و پس از ذكرى از منافقان، درباره زنده بودن شهيدان مطالبى عنوان می كند و مؤمنان را می ستايد و بار ديگر از كافران و مهلتى كه به آنها داده می شود، می گويد. و بعضى از سخنان نادرست يهود را مطرح می كند.
در ادامه آيات، از مرگ صحبت می كند و اينكه همه خواهند مرد و از امتحانهاى الهى و رنجهايى كه بر مؤمنان می رسد، می گويد و آنها را به صبر دعوت می كند.
سپس پيمانى را كه از اهل كتاب گرفته شده كه بايد حقايق را به مردم بگويند و نشانه هاى پيامبر اسلام (ص) را كتمان نكنند، تذكر می دهد و از صاحبان خرد ياد می كند كه همواره به ياد خدا هستند و با خداى خود مناجات می كنند و مضمون مناجات آنها را می آورد آنگاه از اينكه خدا آنها را می پذيرد و عمل آنها را ضايع نمی كند و آنها را به بهشت وارد می سازد، خبر می دهد. و از اينكه كفار در دنيا زرق و برقى دارند مؤمنان را تذكر می دهد كه فريب آن را نخورند چون آنان عاقبت بدى خواهند داشت ولى اهل تقوا عاقبت خوبى را انتظار می كشند. سپس بار ديگر درباره اهل كتاب سخن می گويد و در پايان سوره مؤمنان را به صبر و شكيبايى و جهاد در راه خدا و ايجاد رابطه با يكديگر و تقوا دعوت می كند.

 

14. تفسير نور

سيماى سوره ى آل عمران‏
سوره آل عمران داراى دويست آيه است و آيات آن از يك نظام و هماهنگى خاصّى برخوردارند. اين سوره در مدينه نازل شد و نزول آن زمانى بود كه نداى دعوت اسلام درجهان آن روز بلند ودشمنان حساس وگوش به زنگ شده بودند.
چنانكه در تفسير الميزان آمده است، عدّه اى از مسيحيان منطقه ى نجرانِ، براى شنيدن سخنان پيامبر به مدينه آمدند كه هشتاد وچند آيه اوّل اين سوره براى توضيح معارف‏اسلام به آنان يكجا نازل گرديد و با ماجراى مباهله به انجام رسيد.
همچنين ماجراى جنگ احد و دعوت مسلمانان به صبر و پايدارى، در اين سوره مطرح شده است. نام اين سوره بر اساس آيات 33 و 35 آن می باشد كه ماجراى تولّد مريم فرزند عِمران را بيان می دارد. لذا مراد از آل عمران در اين سوره، حضرت مريم عليها السلام و حضرت عيسى عليه السلام می باشند، گرچه نام پدر حضرت موسى نيز، عمران بوده است.

 

15. حجة التفاسير و بلاغ الإكسير

سوره آل عمران، مدنى.
مشتمل بر: 200 آيه.
3480 كلمه.
14525 حرف.
سوره آل عمران است كه «انجيل» را پيراسته از تحريفات و تغييرات و تبديلات و تصحيفات بخلاصه و عصاره منعكس نمايد و مطالب تحقيقيه ديگر را نيز بيان نمايد.
سوره بقره گازر جامه توراة به تحريف آلوده كنونى است.
سوره آل عمران گازر جامه انجيل به تحريف آلوده كنونى است.

 

16. روض الجنان و روح الجنان فى تفسيرالقرآن

سورة آل عمران‏ مدنى است، و عدد آيات او دويست است، و كلماتش سه هزار و چهار صد و هشتاد كلمت است، و چهارده هزار و پانصد و بيست و پنج حرف است.

 

17. زاد المسير فى علم التفسير

سورة آل عمران‏
(153) ذكر أهل التفسير أنها مدنيّة، و أن صدرا من أوّلها نزل في وفد نجران، قدموا على النبيّ صلّى اللّه عليه و سلّم في ستّين راكبا، فيهم العاقب، و السّيّد، فخاصموه في عيسى، فقالوا: إن لم يكن ولد اللّه، فمن أبوه؟ فنزلت فيهم صدر (آل عمران) إلى بضع و ثمانين آية منها.

 

18. سواطع الالهام فى تفسير القرآن

سورة آل عمران‏
موردها مصر رسول اللّه (صلّی الله علیه وآله)، و محصول اصول مدلولها.
إعلام محكم كلام اللّه و ما سواه، و لوم أهل العدول و دار الأمر، و علوّ دار المعاد، و مدح الرّحماء، و ردّ أهل الطّرس، و أحوال ولاد روح اللّه و أمّه و إعلام ألوكه، و أحوال رهط هم ممدّوه و مسعدوه و أدلاء رهطه.
و أحوال روّاد الإسلام، و إعلام ألس علماء الهود، و أحوال الحرم و لسوم اعماله، و علوّ حال أهل الإسلام و ردعهم عمّا والوا مع أعداء الإسلام و أحوال عماس «أحد» و لوم أهل الملاء و الولع و إكرام أهل الإسلام هلكوا عماسا، و لوم علماء الهود لكسرهم العهد و عدم إعلامهم مدح الرّسول (صلّی الله علیه وآله)، و دعاء الرّحماء أهل الإسلام للعماس، و الأمر لحمل المكاره و الرّدع عمّا هو إصرا اللّه.

 

19. فتح القدير

سورة آل عمران‏
هي مدنية، قال القرطبي: بالإجماع، و مما يدل على ذلك أن صدرها إلى ثلاث و ثمانين آية نزل في وفد نجران، و كان قدومهم في سنة تسع من الهجرة. و قد أخرج البيهقي في الدلائل من طرق عن ابن عباس قال: نزلت سورة آل عمران بالمدينة. و قد تقدم في أوائل سورة البقرة ما هو مشترك بينها و بين هذه السورة من الأحاديث الدالة على فضلهما، و كذلك تقدّم ما ورد في السبع الطوال.

 

20. مجمع البيان فى تفسير القرآن

سورة آل عمران مدنية و آياتها مائتان
هي كلها مدنية عن ابن عباس و قتادة و مجاهد و جميع المفسرين عدد آيها مائتان إلا آية شامي و مائتان في الباقين خلافها في سبع آيات عد الكوفي‏ الم‏ آية و الْإِنْجِيل  الثانية آية و ترك‏ وَ أَنْزَلَ الْفُرْقانَ‏ و عد البصري‏ وَ رَسُولًا إِلی  بَنِي إِسْرائِيل  آية و ترك الشامي‏ التَّوْراةَ وَ الْإِنْجِيل  الأول و عد مَقامُ إِبْراهِيمَ‏ هو و أبو جعفر و ترك أبو جعفر مِمَّا تُحِبُّونَ‏ و عد أهل الحجاز حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ‏.

 

21. تفسير نمونه  

محتواى سوره آل عمران:
به گفته بعضى از مفسران مشهور، به نظر می رسد كه اين سوره در خلال سالهاى جنگ بدر و جنگ احد (سالهاى دوم و سوم هجرت) نازل شده است و بخشى از طوفانی ترين دورانهاى زندگى مسلمين را در صدر اسلام منعكس می كند «3».
روى هم رفته محورهاى اصلى بحثهاى اين سوره، محورهاى زير است:
1- بخش مهمى از آن از توحيد و صفات خداوند و معاد و معارف اسلامى بحث می كند.
2- بخش ديگرى پيرامون جهاد و دستورات مهم و ظريفى در اين زمينه و همچنين درسهاى عبرتى كه در دو غزوه مهم اسلامى (بدر و احد) بود سخن‏ می گويد، و همچنين شرح امدادهاى الهى نسبت به مؤمنان و حيات جاويدان شهيدان راه خدا.
______________________________
(3) در آيه 13 اشاره كوتاهى به" جنگ بدر" شده و از آيه 121 تا 128 اشارات بيشترى هم به غزوه بدر و هم احد، آمده است، و در آيات 139 تا 144 باز اين مساله را تعقيب می كند و در آيات بعد از آن نيز اشاراتى به آن دارد.

3- در قسمتى از اين سوره، به يك سلسله احكام اسلامى در زمينه لزوم وحدت صفوف مسلمين و خانه كعبه و فريضه حج و امر به معروف و نهى از منكر و تولى و تبرى (دوستى با دوستان حق و دشمنى با دشمنان حق) و مساله امانت، و انفاق در راه خدا و ترك دروغ و مقاومت و پايمردى در مقابل دشمن و صبر و شكيبايى در مقابل مشكلات و آزمايشهاى مختلف الهى و ذكر خداوند در هر حال، اشارات پر معنايى شده است.
4- براى تكميل اين بحثها، بخشى از تاريخ انبياء از جمله: آدم و نوح و ابراهيم و موسى و عيسى و ساير انبياء (علیه السلام) و داستان مريم و مقامات اين زن بزرگ و توطئه هاى پيروان متمرد حضرت موسى (علیه السلام) و مسيح (علیه السلام) در برابر اسلام، نيز ذكر شده است.
مطالب اين سوره چنان به هم مربوط و هماهنگ است كه گويى همه آنها يك جا نازل شده است.